لمن أخفي عرائي
والعيون تبرّقت لتملئ السماء
هي الخطيئة ابتلاء
أم هو الوجود عقاب حتى نتعود
حقيقة من نكون؟
هكذا أبكينا من حولنا كل شيء
حين أبحنا للصمت مكانا في هزمنا
وقوفي مرهل يروي سنن المشيئة
ومن تجاعيد الوجه تسقط آلاف الحكايات
سئمنا البدايات
وعلى وشك النهايات
كم نحن أهل العراء؟
وأيادينا ممدودة لذاك النهر الخالد
نبيت ما شاء الله العراء
أهوال الليل تعرفنا…
إسألوا عنا صمت الاحجار
وعنف الاشرار
وحفيف الاشجار
تجدون للصمود آيات في وجوهنا
في حمى طقوس غجرية
كما شاءوا سيّرون
وكما شاءوا يسيّرون….
ما أحلا عسل تربتي
ما ألذ رغيف التراب
في حضرتِك يا وطني
ظِلنا وشما لما تبّقى من السخرية
يستأنس باسما بجرعة الهوى
حين تلتقي الاغصان
والحكي لا ينتهي…..
حين تغرد العصافير وأمل العودة قريب
حين يعرق الجلاد
وجسد الشهيد يكبر….
السوط في يمناه قنطارا
بردا وسلاما
كالحرير رحيما يخفي مواجع الكلم
كلمْسِ الامهات حين نتمرد
الشهيد سيِّد المكان
الشهيد عريس بكل الالوان قبلناه
بزغاريد العذارى
بفرحة الامومة
بألاعيب الصبيان في الحقول
ودعناه ….
حتى نلتقي ودعناه ….
ودعناه حتى عرس آخر …
مِنا الشهداء وأمهاتنا حبلى على الدوام
منا الشهداء والحلم يكبر فينا بانتظام
منا للحريق ولا نحترق
منا لِهوْلِ البحر وسابع الامواج تلطمنا
ولا غريق
منا لظلم الغابة وألاحذية المطاطية
ولا وضيع بيننا
ولا فظِيع فِينا يقوِّس ظهره تذللا
لمن أخفي عرائي
عمن أكثم أنين صمتي
لمن أتهادى في مشيتي
في رقصتي…
في اعتلائي صهوة حمقي
في تمردي لِما عدانِي
فلا تزال السماء باقية فوق رؤوسنا
ولو سقط نجم من نجومها
والأرض باقية تعيلنا رغم قسوة القلوب
فليبقى النصر آخر أحلامنا