يبدو أن وزير الأوقاف الدكتور مختار جمعة فيه شيئ لله . مكشوف عنه الحجاب ويتمتع بقدرة على تنبؤ الغيب والإحساس بالبلاء قبل وقوعه . هذه الشفافية جعلته لايكف عن تحريم الإضراب والتظاهر وتخصيص خطب الجمعة وإصدار البيانات الداعمة لهذه القناعة والمحذرة من التظاهر والمتظاهرين اللى بيخربوا البلد ويهددوا الإستقرارويهدموا كل الإنجازات العملاقة التى يحققها النظام !! ولأن الوزير ثاقب الرؤية كان له هدف بعيد غير منظور للغوغائيين والعامة وربما كان على يقين أن يوما ما سيخرج من يتظاهر ضده ويطالب برحيله وإقالته من الوزارة . لكن للأسف حذر الدكتور جمعة لم يكن كافيا لمنع تمرد موظفو هيئة الأوقاف عليه .أضرب المظفون عن العمل وأعلنوا الإعتصام ورفعوا عدة مطالب ابرزها إقالة كل من وزير الأوقاف ورئيس الهيئة الدكتور على الفرماوى واللواء محسن الشيخ مدير عام الهيئة .وفصل الهيئة عن الوزارة وإفرار لائحة مالية جديدة وإيقاف نزيف الخسائروتشكيل لجنة لبحث وكشف الفساد فى الهيئة وإقالة القيادات الحالية . فتح المعتصمون النار على الوزير وعلت صرخاتهم بالهتاف ” إرحل ” . لم تفلح فتاوى الوزيربتحريم التظاهر الذى طالما أمطرنا بها خاصة قبيل ذكرى ثورة يناير .لم تمنع خروج موظفى الهيئة للتظاهر وإعلان الإعتصام والمطالبة بإقالة الوزير . الغريب أن نيران تمرد الموظفين لم تكن وحدها التى أصابت الدكتور جمعة فمن سوء طالعه أو نيته”والله أعلم ” كشف النائب أحمد بدران عن وقائع فساد داخل وزارة الأوقاف ابرزها صرف حوافز بالآلاف للمقربين وأصحاب الحظوة ” كالعادة طبعا ” دون وجه حق فضلا عن تسفير زوجته وأولاده على نفقة الدولة ضمن بعثة الحج الرسمية .ووالنائب الآن بصدد الإعداد لتقديم طلب إحاطة للبرلمان لمساءلة الوزير عن هذه الوقائع . ويبدو أن دعوات الوزير واسرته فى الحج لم تجد طريقها للسماء فجاءت الكوارث تباعا ولم تقتصر عن تمرد موظفى الهيئة ولا طلب إحاطة وإنما وصلت لإتهام جمعة بإستغلال أموال الأوقاف لتشطيب شقته والتى تكلفت أكثر من سبعمائة الف جنيه تحملتها الوزارة !! محاولات تبرئة الوزير بالتأكيد على قيامه ببيع الشقة لم تفلح فى إمتصاص حالة الغضب المتصاعد ضده والإصرار على محاسبته .الرسالة واضحة ليتها تصل للجميع .