هاته يا مجرم !!!
وابحث عنه كثيرا كثيرا ..
ولا اجده …
عبث ان تبحث وسط ظلام ..
ان يركض خلفك غولا جميلا ..
طعم فريد من الهذي والتفلت من عقال المكان ..
………………….
الليلة ليست ككل ليلة ..
بردها صقيع كمساحة حزن ..
تعال لكي نتسامر قليلا ..
نرى تلك المعالم المجرمة …
انف وعينان وفم ..
ذكريات وفحولة ودم ..
وكأس من كرز الغرب يناديك قم..
تركيبة جدران آخر الكون ..
ثقوب بيضاء او سوداء لا فرق ..
عندها يغوص كل شيء بكل شيء …
وانت بين مخالب الحروف الشاردة …
تتلذذ في إيلامك وصحوك …
تتنتشي في ذاكرتك وقهرك …
وانت مجردا من كل اسلحتك ودفاعاتك …
سوى نخاعك يصلي لاجلك ..
ونبضك يتلاشى رتيبا انيقا …
كيف لك ان تدير معركة ؟
كيف لك ان تضاجع نشواتك لتختزل واقعا علقما ؟
ما هي وصيتك المحتضرة تلك؟
………………………
هل تتركني بارادتك ام بإرادتي ؟
تخيرني بين لعق دمي او دمك !!
اجل….
اختار دمي ..
فهل ستفقه قولي ؟
ترفق بي ..
ترفق بك ..
فأنت صاحب السلطة المطلقة ..
نوع واحد من الخلق يمسك بتلابيبك …
بين يديك الان مصائر كل البشر ..
فهل ستعي اي شعر بين يديك ؟
وكيف الشعر يسيل لعابه حين الحزن الاول ؟
تعرف كيف لأول مرة اشرب ماؤك..
الهث خلف اللون الاحمر …
خلف الثلج يصك زجاج الكأس النابت بين ضلوعك …
يستعذب دفأك
يخترق خيالك …
هل اوصيك على من بقي يرتل خلفي ؟
قميص يوسف ينسج من جديد …
يتوسل عينان كعينا يعقوب ..
وتُتلى الوصايا…
وتُنسى الوصايا ..
……………….
لن اوصيك
عن اخيك الانسان
عاني من ألمه كما هو يعاني
احمل بعضه
واخرج الى مجرتك مداويا اسقامه
بهجرتك تلك
لا تبتئِس
من نسيانه او خذلانه ربما
دعه يكون جنينك الابدي ..
ثروتك القادمة من المجهول ..
رسمك لإنسانيتك من جديد …
ثورة اخرى لك وللنبيذ …
دعه يناطح الغيم حتى يرجع اليك..
او انت اليه سترجع…
سيشاركك لقمتك الاولى ..
………………….
في كهفك ذاك ..
سيشاركك اولى اللذات …
ويرسم لك طلاسم روحه ..
ستعرف سر بكائه …
كما ذؤابات شمشوم ..
تبترها وتهرب بنصرك …
عرفت لماذا تهرب الارض الان …؟
تلك اللوحة وجه وضيء لا استحقه ..
وعشق إساف ونائلة …
وذاك السفاح ..
فكن اميناً عليه غدا ..
انظر الى تمائمك بين يديك …
إقرأها جيدا..
جاهد ان تكون عونا له لا عليه..
واجعل قلبك نديم كل وجع وقهر
وسلوى كل عذاب ينشب مخلب ..
هكذا تمرق من الحياة
دون نشوة واحدة او لذة تافهة
ولكنك ما تركت ثمة قلب
لم تسكنه
بإرادته او دونها .