بلا شك فإن تقدير الإنسان لذاتهِ يلعب دوراً أساسيّاً فى تقدير الآخرين و احترامهم له و في زيادة ثقتهِ بنفسهِ و بقُدراتهِ التى يتميّز بها و هذا ما يّفتقده الأشخاص الذين يُعانون من مُشكلة انخفاض تقدير ذاتهم فالمعنى الحَقيقى لحُبّ الذات هو احترامُ الشخص لنفسهِ و تقبّلها مهما كانت و يُعدّ أيضاً انعكاساً حقيقياً لشخصيته و تعبيراً عمّا يمرُّ بهِ من خلال المشاعر التى يشعُر بها و الأفكار التى تُبيِّن مدى احترامهِ لذاته …
و لا يعنى حُب الذّات فى التفكير الإيجابى و السعادة الدائمة فقط فذلك يُعدُّ خروجاً عن المنظور الواقعى للحياة إذ توجد أحاسيس يعيشُها الإنسان لا تُقلِّل من حبِّه لنفسِه و تكون مؤقّتة مثل الفرح و الحُزن كما أن من الضرورى جداً أن يُحب الإنسان ذاته مهما كانت حالته فحُب الذات هو الطريق الوحيد لتحقيق النجاح فى الحياة المِهنية و الشخصية و على العكس فكُرْه الذات و كثرة المَلامة تجعل الإنسان عاجزاً و مُحبطاً مما يجعلُه يفشل فى تحقيق أحلامه و أهدافه فى الحياة …
كما أن حبّ الذات لا يعنى الاستحمام بماءٍ دافئٍ تعلوه الرغوة فقط أو أكل ما لذ و طاب من المأكولات و المشروبات أو التنزُه فى المُنتجعات بل يعنى النظرة التى ترى بها نفسك و الكلام الذى تُوجّهه إليها و الطريقة التى تُعامِلها بها و أيضاً الأحلام التى تفكر فى تحقيقها عُلاوة أن تقدير الذات أولاً و أخيراً هو شعور داخلي شخصى فالشعور الشخصي الذى تنظر فيه لذاتك هو ما يكون تقدير الذات لديك لذلك أنت فقط الذي تستطيع منح نفسك هذا الشعور من عدمِه …