لا يعد التحكيم ظاهرة مستحدثة فى العصر الحديث وانما هو وسيلة لحل نزاعات ضاربة بجذورها في الماضى البعيد , فقد كان التحكيم هو أحد الوسائل
المهمة في تسوية النزاعات بين الدول والافراد والمتتبع لجذور التحكيم يجد ان التحكيم كان موجود منذ القدم في مختلف العصور والعهود القديمة في عهود الفراعنة والرومان واليونان وحتى في العصر الجاهلى .
وان كان التحكيم قد بدأ فى صورة الأحتكام الى واقعة معينة او مصادفة وهو ما كان يسمى بنظام المحنة كالقاء شخص فى نهر والاعتقاد بأن الحكم فى هذة الحالة هو للآلهة التى تصدر حكمها.
ثم ما لبثت هذة المجتمعات أن تطورت فلجأت الى نظام التحكيم الذى بدأ في أول الأمر اختيارى بارادة الأفراد , ثم ما لبث أن تحول الى تحكيم اجبارى في مرحلة لاحقة.
ونجد ان الكثير من الحضارات القديمة قد عرفت التحكيم كوسيلة لحل النزاعات بين الدول . فنجد ان الحضارة البابلية قد عرفت نظام حيث عقدت معاهدة بين مدينة ” أوما UMMA ” ومدينة ” لاجاش LAGASH ” العراقية حوالى عام 100 ق.م. وتضمنت اللجوء الى التحكيم كوسيلة لحل النزاعات التى قد تثور بين تلك المدينتين .
وقديماً قال أرسطو فيلسوف اليونان أن أطراف النزاع يستطيعون تفضيل التحكيم عن القضاء ذلك لأن المحكم يرى العدالة بينما لا يعتد القاضى الا بالتشريع .
وكذلك عرفه المجتمع القبلى والجاهلى حيث كانت القبائل تختار شيخ أو رئيس القبيلة المشهود له بالأمانة لكى يقوم بالتحكيم فيما نشأ من نزاعات بسبب التجارة او الثأر بين الأفراد .