الضغط العالمي يرغم روسيا على اقتراح وقفً اطلاق النار في سوريا خلال مارس

ضغطت القوى العالمية على روسيا، لوقف القصف حول حلب دعمًا لهجوم القوات الحكومية السورية لاستعادة المدينة، في حين قال دبلوماسي غربي إن موسكو قدمت اقتراحًا يقضي بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غضون ثلاثة أسابيع.

ويسعى وزير الخارجية الأميركي جون كيري للتوصل لوقف لإطلاق النار ونقل المزيد من المساعدات الإنسانية إلى حلب، حيث أصبحت المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة معزولة، فيما حذرت الأمم المتحدة من أن كارثة إنسانية جديدة قد تكون في الطريق، بحسب «رويترز».

وقال عمال إغاثة إن إمدادات المياه إلى حلب التي لا يزال يعيش فيها مليونا شخص لم تعد تعمل، وأشار مسؤولون سوريون إلى عدم وجود خطط لتقليص حدة القتال. وقال مصدر عسكري سوري إن المعركة من أجل حلب -وهي جائزة كبرى في الحرب التي حصدت أرواح ربع مليون شخص- ستتواصل في كل الاتجاهات.

وزير الإعلام السوري، عمران الزعبي، قال إن الحكومة تتوقع معركة قاسية لكنها قصيرة نسبيًّا لإعادة المدينة لسيطرة الدولة، مضيفًا لـ«رويترز» في دمشق إنه لا يتوقع أن تستمر معركة حلب طويلاً، وقال مسؤول غربي إن روسيا قدمت اقتراحًا للبدء في وقف إطلاق النار في سورية في الأول من مارس، لكن واشنطن أبدت مخاوف إزاء أجزاء منه ولم يتم التوصل بعد لاتفاق بشأن الاقتراح.

وفي واشنطن قال مبعوث لوزارة الخارجية الأميركية للكونغرس، إن الولايات المتحدة تحتاج إلى النظر في خيارات في حالة فشل المساعي الدبلوماسية، وردًّا على سؤال حول أقرب موعد محتمل لوقف إطلاق النار قال دبلوماسي روسي طلب عدم الكشف عن اسمه: «ربما في مارس.. أعتقد ذلك».

وقال سفير فرنسا لدى الأمم المتحدة فرانسوا ديلاتر للصحفيين: «النظام (السوري) وحلفاؤه لا يستطيعون التظاهر بأنهم يمدون يدًّا للمعارضة بينما يحاولون باليد الأخرى تدميرهم».

من جانبه، قال فيتالي تشوركين سفير روسيا لدى الأمم المتحدة إن الضربات الجوية الروسية تتم «بطريقة شفافة». وأضاف أن بعض أعضاء المجلس «تجاوزوا الحد» باستغلالهم القضايا الإنسانية لأغراض سياسية، مضيفًا: «بل إنهم يستخدمون الأمور الإنسانية بشكل فج لكي يلعبوا- كما نعتقد- دورًا هدامًا في ما يتعلق بالعملية السياسية»، مضيفًا أنه في ضوء زيادة الاهتمام بالأمور الإنسانية ينبغي للمجلس أن يبدأ أيضًا وبانتظام في مناقشة الأوضاع في اليمن وليبيا.

وقال مصدر دبلوماسي بالأمم المتحدة إن روسيا «تخدع كيري» بغرض توفير غطاء دبلوماسي لهدف موسكو الحقيقي، وهو مساعدة الرئيس السوري بشار الأسد على تحقيق انتصار في ميدان المعركة بدلاً عن تقديم تنازلات على مائدة المفاوضات، مضيفًا، طالبا عدم الكشف عن هويته، «من الواضح للجميع الآن أن روسيا لا تريد في الواقع أي حل تفاوضي إلا ما يتيح للأسد تحقيق النصر».

ويرفض الكرملين مزاعم بأنه تخلى عن الدبلوماسية من أجل حل عسكري للأزمة قائلاً إنه سيواصل تقديم دعم عسكري للأسد لقتال «الجماعات الإرهابية» واتهم معارضي الأسد بالانسحاب من المباحثات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.