ذكريات مع إيليا أبوماضى

كتب :مصطفي شريف 

ولد ايليا ابو ماضي عام 1889م في من ابوين من اصل لبناني ، رحل إلى مصر سنة 1902م ، وقد روى أبوماضى انه هاجر من مصر في سنة 1911 و قد تعدى العشرين من عمره، هجرها لانه لم يستطع ان يخضع للرقابة الشديدة التي فرضها الانجليز على الصحف وشبكة الجاسوسية التي نشرتها هذه السلطات حتى بين الاصدقاء.
عبد الوهاب اغتصب مني “لست ادري”!
ترك ايليا ابو ماضي مصر ولكن شعره وقصائده جاءت الى مصر وتغنى بها كل من يحب الادب، والمطرب عبد الوهاب ينشد له قصيدته المعروفة لست ادرياو الطلاسم، يقول أبوماضى عن ذلك: إنى أعرف ان عبد الوهاب يغني لي ويكتب اسمي في الاعلانات وكانني نجم سينمائي، وانا لم اقبض شيئا من هذا كله، بل ان عبد الوهاب لم يكتب الي يطلب مني الموافقة على تلحين قصيدتي، ولا اعتقد ان حقوق التأليف مباحة في مصر الى هذا الحد!
شعر التشاؤم.. والتفاؤل!
يقول ايليا ابو ماضي انه لم يعرف حافظ ابراهيم ولا شوقي لانه كان شابا خجولا ولم يسمع اليهما حين كان في مصر، وقال انه تأثر بالمتنبي وبشعر ابي العلاء المعري حتى انه اخذ عنه تشاؤمه، ثم خلع عن نفسه هذا التشاؤم وسار خلف موكب الحياة المشرق.
الروح والمادة
تحدث أبوماضى عن العصرين اللذين عاشهما وعن الدنيا القديمة والجديدة اللتين قضى فيهما حياته فقال: (ان المادة طغت على الروح، وان العالم الحاضر عالم الالات، وقد اخترع الانسان الالة ليستعبدها فاذا بها تستعبده) وقد زار ايليا ابو ماضي لبنان اكثر من مرة وهو يرى ان الشرق مع ذلك يجب ان يتجه نحو الالة والا ظل عبدا وفريسة لغيره.
المطالعة.. والورق.. والوجه الحسن!
فى إحدى الجلسات سئل الشاعر وهو فى الخامسة والستين من عمره وخط الشيب البقية الباقية من شعره، ولما عن هوايته قال انه يهوى المطالعة ولعب الورق. واضاف صديق كان يجلس معه : و”الوجه الحسن”! فرد عليه الشاعر قائلا: “وهل يمكن الانسان في جسده قلب الا يحب النساء!”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.