في المقهى
مقهىً ما
على رصيفٍ ما ..
والزمن ليس مهماً
التاريخ توأم لذئبٍ يجوس الأرض منذ حبرٍ فحمي قديم
في كل مقهى
تتكاثر الأحاديث من الأقل شأناً إلى الأشد فتكاً
و الأدباء هناك مخلصين للمجد المهووس في امتثالْ
لهم مكتبة تليدةً في الهواء يتطلعون إليها
كلما إشتدت رائحة الرصيف فداحةً
.
كل مكتبةٍ موطئ كلمةٍ كريمة
مُتحدِّرة المناقب من أسرةٍ كريمةٍ كماء ثلج موروثٍ من سؤددٍ
يُنَقِّبون في البحر كي تَنْشَقّ سماء جديدة من قبسٍ
فكانت لهم نقابة مُجنّحة تُغَيّر لون السماء
يتسلقون الجبال من القمة إلى القاع لِيَنفضوا كاهلاً ساحقاً عن المتنبي
يحَلُّون ضيوفاً لا يثيرون الغبار على مكتبةٍ حتى لو بَعدَ دهرٍ
بإستهلالِ المقدمات يرفعونك الى الحياة رشاقة سوسنة
تمسح أميّة اليد بقدسيةٍ
وحدهم من ارتكب معصيّة المقايضة الحرة
مقايضة الحياة بعضلاتِ مكتبةٍ شاهقة
.
حنا مينة كان يقايض الوجود بالبحر
كنادلٍ يعمل في سفينةٍ لن ترسو إلى البرّ المشتهى
والماغوط تنبّأ بالحزن الأبدي في ضوء القمر
خالد خليفة لا سكاكينَ زمّردٍ ، توقظ الوقت المحترق في مطبخ المدينة المحتل الآن
نزار مُضمِراً إسم الياسمين لإمرأة وحشيةٍ منقوشةٍ في البال
بينما رياض صالح الحسين يُردّد :
لن نتركك تضيعين يا سورية
كأغنية في صحراء