أجسادُنا تحيا بِهِم ……نص أدبي للكاتبه رحاب شعلان

هل يتكوّنُ الجَسَدُ مِن لَحمٍ وعظمٍ ودَم ؟؟ أَمْ يتكَوّن في الأصلِ مِن تُراب ؟؟؟؟؟!
أنا أقولُ في ذلك .. أننا نتَكَوّنُ من بَعضنا … فَمِنّا قدْ يكونُ قَلبَ شَخصٍ أو حتى رِئتاه … فذاكَ هو الحبيب.. ومِنهُم من يََكونونَ دَماً يعبرونَ حياتنا، لانستَغني عَنهُم.. يَحملونَ مَعهُم الأفراحَ والأحزانَ يتَجَوّلونَ في داخِلنا … نَمارِسُ مَعهُمِ الحياةَ كَي نَعيش…
والبَعضُ كالرّوحِ والعَقلِ فأَظُنُّهما الأبُ والأُم ..
وهُناكَ العَينانِ والشّفتانِ وحتّى اليَدانِ والسّاقانِ … إنّهم أبناؤنا .. يَنطِقونَ في هذا العالَم بما رَسخَ في عقولِهم مِن دينٍ وقِيَمٍ ومبادئَ … نقِفَ ونَتّكئُ عليهِم كَسيقاننا أو يُنجزونَ أعمالَنا كأيدينا …
لكن مَن تكونُ المَعِدة !!؟ فهل هِيَ الزّوجة َأَمِ الإبنة .. أم هي شيءٌ لانَستَطيعُ الإتّفاقَ عَليه ؟!
لاغرابَةَ بتفاوُتِ تَصنيفاتِ البَشَر بحَسبِ الأهميّةِ والدّورِ في حياتِنا ..
…… أمّا الأصدِقاءُ فهَم رُبما الكلى .. يُسانِدوننا في هذهِ الدّنيا.. يُنَقّونَ حياتنا مِن المصائِبِ وتَطَفُّلاتِ بَعضِ البَشَر … لكن هُنا تأتي الحَقيقَةُ التي تخذِلنا أحياناً .. فالبَعضُ يَعيشُ بدون إحدى كِليتيهِ عندما يَخذِلهُ صديقٌ أو حتى كِلَيهُما … فَنَعيشُ بِإحداهُما … أو بِكليَةٍ صِناعِيّةٍ.. فَنَعيشُ لِمُجَرّد أنّ نَحيا…بِلا طَعمٍ أو حتى مَرح .
…. عِندما كُنّا صِغاراً في المَدرَسَةِ كُنا في أحَدِ الفصولِ في مَرحَلَةٍ دِراسِيّةٍ ما ….
مِنَ الأصدِقاءِ مَنْ كانَ إبهاماً سَميناً قَصيراً مَرِحاً ضَحوكاً صَديقاً للجَميع .. وَمِنهُم مَن كانَ الصّغيرُ القَصيرُ الذي يُسانِدُهُ الجَميعُ كالبُنصُر.. يَجلِسُ مَعَهُ زميلُهُ الخُنصُرُ في نَفسِ المقعَدِ … يتشارَكونَ اللّهوَ والإهتامات والحَديث ، حتى أنّهم يَلعبونَ الكُرةَ معاً …..
الطّالِبُ الطّويل الذي يَعشَقُ مَسحَ السّبورة ومُساعَدَةِ المُعَلّمُ في بَعضِ الأعمالِ فذاكَ هو الوُسطى … أما الطّالِبُ الذَّكيَّ المُشاغِبُ .. إنّهُ السّبّابة ….
ولَن ننسى أنّ لنا كَفّانِ وقَدمانِ تحويانِ الأصابِعَ بأشكالِها ، لكن في كُلّ مَرحَلَةٍ دراسِيّةٍ نجتازُها هُناكَ التّصنيفاتُ الثّابِتة للطلّاب .
ماذا عَنِ الشَّعرِ الذي يُغَطّي رؤوسنا … هل هُمِ الأقارِبُ أَمِ الجيرانُ!؟ … كُلُّ ما أعرِفُهُ أنّهُم يَهرمونَ معنا … يتساقطونَ يموتونَ ومنهُم من يبقى حتى نَموت .
هُناكَ العَديدُ مِنَ الأشخاصِ في حياتِنا لِكُلٍ مِنهُم دورُهُ في الحياة … مِنهُم مَن يُنَظّمونَ حياتنا ومِزاجنا أو يُسَلّطونَ عَلينا أمراضَ الحياةِ كالهِرموانات … والبَعضُ يتسَلّلُ في حياتنا ويأخُذُ أكبَرَ مِن حَجمِهِ كالخَبيثِ يَسري في أجسامِنا ..
…. وفي النّهايَةِ ليسَ لنا سِوى بَعضنا … لِنَعيش فَهَل يتَحَمَّلَ هذا الجَسَدُ الضّعيفُ …. كُلّ مافيهِ وما علَيهِ حتى يَستَمِرّ؟؟؟؟!!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.