قراءة نقدية للناقد اليمني القدير منصور الاصبحي لنص ليليث للمبدع اليمني مسعد عكيزان

“ليليث”

يوماً سأكتب – يا مدارات ارتحالي-
أن التمرد ثورة..
طافت على أرجائها صوري..
وحوريات أخيلتي..
وفي أحضانهن حملنه..
وجعي القديم
خوفي من الأعراف ما وآرى حكايات الحنين
يوماً سأدرك –يا معذبتي-
سرَ اليقين
أصلَ البدايات الجريئة..
و اجتراح الحرف من بين النجوم
وأراك تنتصبين فوق الموجة الحدباء
أشرعة تعانقها السماء
ليليث..
يا لحن الأنوثة والتمرد في دمي
(هل غادر الشعراء) من زمن القصيدة؟!
أم تراه أساي يخنقني..
لترتجف الحروف..
بلحظة النزع الأخير
وأنا هنا..
قدر شقي..
سلبته أحزان الليالي..
أبجديات الرثاء
أهتف به..
“قدري الكسير..
إذا أفقت من الذهول..
فلا يهولك منظري..
فأنا بقايا ما تركت هنا..
فدعنا نستريح لكي نواصل سيرنا
عبر الفصول
حرفاً يعانق زهو عشتار الجميلة
نوراً خرافيا بهي الكبرياء
قمراً يرافقنا المساء.

مسعد عكيزان
يونيو2013م

قراءة صديقي منصور الأصبحي :
كمبتدأ للنص “ليليث” هي خبر مقدم لزمن محذوف لأسباب تأريخية تعلق بها تاريخها المنقوص إلاّ من عبقرية هذا النص كحالة إتقان في عملية تناص مع “اكتابيوباث” هنا ومع ذات الشاعر هنالك ومع خلفيته الأدبية الانتقالية في جبهة مواجهة من الاحتباس الشعوري ومع ظلال السّحَرين لما قبل الصبح وما بعده من خصوبة لتزاوج حالات التمرد التي عبثت بها “ليليث” استعداداً لاختلاطها بسخونة أنثى حافظت على ما تبقى من كل قيامات التمرد الآنف السطوة وغرائز أخوى.

هذا قد شفع للأصيل أن يبسط كفيّ الوقت لتتمدّد أطراف الحكاية إلى خيوط الشمس لإنتاج أشهر فيلم سينمائي هوليوودي كان على موعد مع “الأوسكار”.

“ليليث” كنص أم حالة تجلٍ أم بداية تحوّل شهدته تجربة الشاعر “عكيزان” الشعرية ؟ كلها ليست احتمالات لانتصار ميثيلوجي بل هي جزء من سياسة لتحوّل ابستمولوجي قد راوغت هذا القادم من أعماقٍ إنسانية بدأت انتكاسته بعد القضاء عليها فكانت الخاسرة كنتاج طبيعي لبانثولوجيا زامنها بل تراحل معها حتى عاصرها ليس باعتباره القديم الذي مرّ على كل عصور الشعر وكان لعنترة العبسي معه لقاءً سرياً خاصاً كأهم لقاءاته مع زمكانية القارئ المترف بثقافات شعوب الدنيا وثقافات الأخر المعرفي الإنسان.

الشاعر “مسعد عكيزان” استفاد من “ليليث” كرمزية دياليكتيكية أخرست ذات منطق غير جاد في إحدى زوايا قصر “بفاريا” ربما كانت هناك تقيم لها عرساً شيطانة هاجسه وكانت أخوات “إنّ” يعزفن جواباً شرطياً ليس من عائلتهنّ نحواً لكن بروتوكولات الحفل اشترطته “ليليث” كقصيدة أنهت كل كلام مشكوك فيه لتفرض نفسها وتفرض عريساً لها جاء من أقصى المسافة يسعى ويسعى أكثر لتلهث خلفه “ليليث” وشعراء “اسبارطا” كجزء من إدابة جليد الصمت من قيعانهم المنكوبة بأكثر من “ساسان” وأساطير أُخَر.

لا يمكن تأجيل الحديث عن “ليليث” لولا العجز الكوني الذي انقذف كصخر خنساء العصور الوسطى في قلبي المليء بالعجز أمام هذا النص المتشابك مع أكبر حالات الشعر لشاعر مثل “عكيزان مسعد” لكنني أرفق بي لأرفق بي أكثر وأكتفي باختلاس نظرة إلى “ليليث” علّها تشفع لي من عتابي لي لعدم إنجازي مهمة البحث عن السلالة الفينيقية لما تناثر من “عكيزان” الأديب وشبيهه الإنسان وشبيههما الفيلسوف وكذا “عكيزان” الأخير من القافية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.