لا تسألوني ما اسمه حبيبي: * علي السعيدي / شاعر المناجم/ سوسة /تونس

لا تسألوني ما اسمه حبيبي
اخشى عليكم ضوعة الطيوب
و الله لو بحت باي حرف
تكدس الليلك في الدروب
يعلو صوتها من مذياع ابي وانا ارقد فوق ذراعه اتفيّأ ظل الامان في احضانه ، و يسرح بي صوتها بعيدا إلى متاهات برزخيّة فأركز بصري على سجادة حائطيّة من الفيلور الأحمر اللين تتوسطها لوحة تجعلني اتوه في عوالمها، رجل جالس بجوار حبيبته التي تعزف على شبابتها وعند قدميها غزال يتودد اليها مستمتعا باللحن الشجيّ. . . و اغرق في تفاصيل اللوحة و أدخل غابة معزولة بعيدة عن عيون البشر أبحث فيها عنك وعن مسكنك فتطول بي الرحلة وتزداد غابتي غموضا يوما بعد يوم و أظل تائهة بين اليقظة والحلم أدقق النظر في كل مرة في اللوحة واستمد السكينة من أنفاس أبي إلى ان يرتفع المذياع بصلاة الفجر . . . ويولد في كل يوم صبح جديد فاخرج من لوحتي تلك الى الجبل، وفي الطريق اليه تلوح لي نخلتي فيحضرني ذلك الصوت العذب مجددا ” نسم علينا الهوا من مفرق الوادي يا هوا دخل الهوا خذني على بلادي . . . ” و تحملني سعادتي الطفولية الغامرة و اركض من سفح الجبل الى قمته و اجلس هناك طويلا أتأمل الافق و يخيل الي انك قادم من هناك و اني بعد برهة سألتقيك و اختبئ بين أحضانك و اسمع بصوتك اعذب الغزل و ارق الكلمات الى ان يحمر شفق الغروب فيرق القلب له ولك ، حينها احملك طيفا ساكنا في خيالي لاعيش بك كل ليلة قصة عشق لا تنتهي . . . ما كنت اعلم انني عرفت الحب مبكرا جدا على يديك، أنت أيها الحاضر الغائب أيها المزروع في منذ ان كنت نطفة . . .
و لازلت الى الان احب صوتها و اغرق الى اليوم في لوحتي تلك وفيك لكنني تعلمت أن اعذب ما نعيشه هو ما يظل قيد خيالنا .
* علي السعيدي / شاعر المناجم/ سوسة /تونس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.