ياصاحِبي…
ياصاحِبي ليسَ الزجاجُ كما الّذي
من فوهة البركانِ كانَ مآرِبي
أَنقى بِما في الراسياتِ على الثَرى
ماقد طفا من قاذِفات اللّاهِبِ
حجَرانِ لا حَجَرٌ..تلأَلأَ فيهُما
كُلُّ الجَمال على انْكِسارٍ جانِبي
ماسِيَّةُ الخدَّينِ لو قبَّلتُها
بانَت بِلا عين الخبيرِ شوائِبي
وَجَبَ الصباحُ عليهِ أَنْ يرثي إذا
حفَرَت على الحجَر الكريم شَوارِبي
تفَّاحتَيكِ بحُكْمِ خلَّاقٍ نَهَت
عمّا أرادَ فؤادُ صدري الذائِبِ
فإِذا اشتَهَيتُ القضْمَ بالفاهِ ابْتَدَت
تشكو الفؤاد إلى الإله الواهِبِ
وإذا غلِطتُ فمِنْكِ يظهَرُ داعِمٌ
غلَطي لِتُكتَبَ جنَّةٌ للغاصِبِ
في مَسكَب الحِبر الأصيلِ أنا الّذي
كالأخطبوطِ تعدَّدَ الخفّاقُ بيْ
حمَلَ الفؤادُ فصَنَّفوهُ حقيبةً
فقَسَمتُ منْكِ ثلاثةً لحقائِبي
سمراءُ سبحانَ الّذي في وجهِها
خلَقَ الشُروقَ على الغُروب الكاذِبِ
تلْكَ الّتي لمّا اكتَشَفتُ جزيرةً
ثَقَبَت بمِسمار الغرامِ قَوارِبي
فأَجَلُّ ما للحُبّ في بحر الهوى
كَتْبُ القصيدةِ دونَ عَيش الكاتِبِ
ما كُنتُ صعباً في المِراسِ ولا أنا
عَنجَهْتُ قلبي مَرَّةً للناضِبِ
ذِئبٌ ولوني كالحبيبةِ كاسِبٌ
بعضَ البياضِ وقد فقَدتُ مخالِبي
أَشعَلتُ قلبي بالغَرام سَجائِراً
قذَفَت دخاناً من وتيني الشائِبِ
ما إِنْ لفَفتُ القلبَ سيجاراً لها
أَقدَمتُ أَقدَحُ موجِباً بالسالِبِ
ياصاحِبي إنَّ الغَرامَ أصابِعٌ
تذَرُ الفؤادَ على شِفاه الشارِبِ
حسام كويدر…