أشرف الريس يكتُب عن: ذكرى رحيل اسكندر منّسى فهمى
ashraf gaber
55 ثانية مضت
ثقافة وفنون
1 زيارة
هو ” الكوميدى التلقائى ” الفَنَّان المُتميز ” اسكندر مِنَسى إبيسخارون فهمى ” الشَّهِير باسكندر مِنَسى فهمى ذلك المُمثل المُتمّيز الذى يُعدُ ضمن أَشْهَرِ مَنْ قَاموا بتّجسيد الْأَدْوار الثَّانِيَة فى السِّينِما الْمِصْرِيَّة الَّذِينَ يَحْفَظ الْمُشَاهَد الْعَرَبِىّ إشْكَالَهُم لَكِنَّه رُبَّما لَا يعْرَفُ اسْمُهُم فَكَان ارْتِبَاطِه بِهِمْ مِنْ خِلَالِ الْأَعْمَال الَّتِى و إنْ كَانَتْ قَلِيلَةً إلَّا أَنَّهَا تَرَكَتْ بصمتها فِى مَسِيرَة السِّينِما و كَيْفَ لَا وَ هُو الفَنَّان الَّذِى وَرِث عَنْ وَالِدِهِ الفَنَّان ” منسى فهمى ” الاتّزَان و الرَّزانة فِى الْأَدَاء رَغِم اخْتِلَاف نَوْعَيْه الأفلام الَّتِى مِثْلِها فالوالد الَّذِى تَنَحَّى عَنْ سَلَك الْقَضاء كَى يُمارس الْفَنّ ! اِهْتَمّ بالأدوار التراجيدية عَلَى عَكْسِ الِابْن الَّذِى انْغَمَس فِى الْأَدْوار الكوميدية بِأَداء رَزِين يحملُ بَيْن طياته الْكَثِيرِ مِنْ عَبِق رَزانَة وَالِدِه فَهُو مدبولى فى زائِر الْفَجْرِ وَ ساعى الْبَرِيد فِى النِّيل و الْحَيَاةِ وَ بِقَال الْقَرْيَة فِى الْحَرام و أَحَدٌ الأفندية مِن سُكان أَلْحَى فى السَّفِيرَة عَزِيزَةٌ و المُخرج فِى إِسْمَاعِيل يس بُولِيس سَرَى و المُترجم الْعَرَّاف الهندى فِى سى عُمر و النِّصاب الَّذِى يَدَعى الجُنون لابتزاز الفَنَّان عَبْدِ الْفَتَّاحِ الْقُصْرَى فى لَو كُنت غِنًى و لَا أحدّاً مِنَّا يَنْساه و هُو ينكش شَعْرِه قائلاً ( كتاكيت ) و الْحَقّ يُقال أَن قَلِيلُون جدّاً مِمَّن أمتعونا بِأَعْمالِهِم الكوميدية التِّلْقائِيَّة و الَّذِين مُرُور عَلَيْنا بأدوارهم الْبَسِيطَة يَسْكُنون الْقَلْب و لَا يُغادرون و يغَيِّبُون و لَكِن تَزُورَنا أطيافهم و نَحْن نَائِمون و قَد يَجْهلُون بِأَنَّ لَهُمْ فِى عُيوننا قُصورٌ و رموشنا لَهُم يَحْرُسُون و هُم إلَى أعماقنا أَقْرَبَ مِمَّا يَتَخَيَّلُون و كان إسْكَنْدَر منسى فهمى بِالتَّأْكِيد عَلَى رَأْسِ هَؤُلَاء القليلين الَّذِين تَرَكُوا بَصْمَة غَائِرَة فِى قُلُوبِنا قَبْلَ أَنْ يَتْرُكُوهَا فى ذَاكِرَة السِّينِما الْمِصْرِيَّة و الْحَقّ يُقال أيضّاً أَن العديد مِن الفَنَّانِين كانَ لَهُمْ الكثير منَ الْأَسْرارِ الَّتِى لَا يَعْرِفُها الجُمهور و كثيرّاً منهُم كَانَت حياتهُ مَلِيئَة بِتَفَاصِيل مُثيرة كَالْمَوْت فى حَوادِثِ أَوْ عَدَمِ استطاعتهن الْإِنْفَاقِ عَلَى أَنْفُسِهِنَّ بِسَبَبِ عَدَمِ الِادِّخار طِوال سَنَوات عَمَلِهِنّ فى الْوَسَط الفنى أَوْ الْإِصابَةِ بمرضٍ عُضال و مِنْ هَؤُلَاءِ الفَنَّانِين كَانَ مِنْ ضمنهم لَلْأَسَف الشَّدِيد إسْكَنْدَر منسى فهمى المولود فى 12 / 10 / 1910م بحَىٍّ الْعَطَّارِين بمُحافظة الْإِسْكَنْدَرِيَّة و لَكِن تَعُود جُذورِه لِقَرْيَة بَنَى عديات التَّابِعَة لمُحافظة أَسْيوط و بَعْد حُصوله عَلَى شَهادَةِ البكالورِيا الْتَحَق بَعْدَه وَظَائِف ثُمّ اسْتَقَالَ مِنْ وَظِيفَتِه عِنْدَما اجْتَذَبَه العِملاق المسرحى ” نَجِيب الريحانى ” لِأَنَّهُ كَانَ يَرَى فِيهِ ميوله الكوميدية عَلَى الْعَكْسِ مِنْ وَالِدِهِ منسى لِيَبْدأ مشواره الفنى حَيْث اشْتَرك مَعَهُ وَ مَع فَاطِمَة رُشدى و الْفُرْقَة القَوْمِيَّة لينطلق بعدها قَطّارَة الفنى بالعديد مِن الأفلام بَلَغت 90 فِيلْم كان أبرزها ” النِّيل و الْحَياة ” و ” إعْدام طَالِب ثانوى ” و ” الْوَحْش دَاخِلٌ الْإِنْسَان ” و ” وَضَاع الْعُمْر يَا وَلَدَى ” و ” أَزْوَاج طائشون و ” شَهِيرَةٌ ” و ” صابِرِين ” و ” الْمُذْنِبون ” و ” الْإِبْطال ” و ” الْحَفِيد ” و ” دُنْيا ” و ” زائِر الْفَجْر ” و ” الْمَرْأَة الَّتِى غَلَبَت الشَّيْطَان ” و ” الشّيْماء ” و ” أَزْمَة سَكَن ” و ” شَباب فى الْعَاصِفَة ” و ” حادِثَة شَرَف ” و ” رحْلِه لَذِيذَة ” و ” الغُفران ” و ” مُدّرستى الْحَسْناء ” و ” نِهايَةٌ الشَّيْطَان ” و ” مِقعد بِجِوَار الشَّيْطَان ” و ” حياتى ” و ” أَبْوَاب اللَّيْل ” و ” صِراع المُحترفين ” و ” عائلات مُحترمة ” و ” 7 أَيَّام فى الْجَنَّةِ ” و ” العَتبة جَزّاز ” و ” ميرمار ” و ” كَيْف تَسْرِق مِلْيُونِير ” و ” المُتّمردون ” و ” أَرْض النِّفَاق ” و ” الزَّوَاج عَلَى الطَّرِيقَةِ الحَديثة ” و ” السِّتّ النَّاظِرَة ” و ” شهِرّ عَسَل بِدون إزْعَاج و ” البوستجى ” و ” أَيَّام الحُب ” و ” العَرِيس الثَّانِى ” و ” الزَّوْجَة الثَّانِيَة ” و ” نـورا ” و ” الْعَبِيط ” و ” يَوْم فى السِّجْنِ ” و ” الْوَدِيعَة ” و ” مَطْلوبٌ أَرْمَلَة ” و ” المُدير الفنى ” و ” آخَر شَقاوَة ” و ” اللَّهَب ” و ” حُب و مَرِح و شَبَاب ” و ” أَنا و هُوَّة و هِى ” و ” حَدِيث الْمَدِينَة ” و ” المُغامرة الكُبرى ” و ” زَوْجَةٍ مِنْ بارِيس ” و ” قِصَّة مَمْنُوعَةٌ ” و ” اُم العروسة ” و ” صِرَاع الْإِبْطَال ” و ” مُذكرات تِلْمِيذُه ” و ” الْأَشْقِياء الثَّلَاثَة ” و ” إقتلنى مِنْ فَضْلِك ” و ” السَّفِيرَة عَزِيزَةٌ ” و ” الْأَزْواجَ وَ الصَّيْف ” و ” أَعَزّ الحبايب ” و ” أَقْوَى مِنْ الْحَيَاةِ ” و ” الْفَانُوس السحرى ” و ” المُراهِقات ” و ” البوليس السّرَى ” و ” سَيِّدِه الْقَصْر ” و ” قُلُوب عَذَارَى ” و ” حُكم قَراقُوش ” و ” أَبُو حلموس ” و ” لَعِبُه السِّتّ ” و ” الْخَمْسَة جُنَيْه ” و ” البنى آدَم ” و ” نِدَاء الْقَلْب ” و ” لَو كُنت غِنًى ” و ” سى عُمر ” و ” أمريكانى مِن طَنْطا ” و ” رُد قَلْبِى ” و كانَتْ آخِرَ أفلامه فيلمى ” الْوَحْش دَاخِلٌ إنْسانٌ ” و ” إعْدَام طَالِب ثانوى ” فِى سُنَّةٌ 1980م و بَعْدَها بِتِسْع سَنَوات و تحديدّاً فِى يَوْم 14 نُوفَمْبِر 1989م رَحَل عَن عَالِمِنا عَن عُمرٍ نَاهَز الـ 79 عاماً بَعْد رَحْلِه طُولُه و مَرِيرَة مَع مَرَض البروستاتا اللَّعِين .. يُذكر أن كَانَت أَبْرَز الْمُشَاهَد الْمُؤَثِّرَة لاسكندر و الَّتِى تأَثَّر بِها مُشاهدى السِّينِما أيضّاً فى آخِرِ فِيلْم ” أَم العروسة ” تمثلّت فى الْمَشْهَد الَّذِى جَمَعَ بَيْنَ ” حُسَيْن ” و زَمِيلَه ” مُرقص ” حِين قَرَّر حُسَيْن “عماد حمدى ” اخْتِلَاسٌ مَبْلَغٍ مِنَ عُهدته الْمالِيَّة فى الشَّرِكَة الَّتِى يعْمَلُ بِها وَ ذَلِكَ لِيَتَمَكَّنَ مِنْ الحُصول على التكاليف الَّتِى يَحْتَاجُها جِهاز و فَرِح ابْنَتَه و حِينَما يأْتِى يَوْم الْفَرَح يَنْظُر حُسَيْن مِنْ أَعْلَى الْمَنْزِل لِيَرَى زَمِيلَه ” مُرقص ” بِجِوَار عسكرى و يُشِيرُ إلَى الْمَنْزِلِ فَيَتَأَكَّد ” حُسَيْن ” إنْ أَمَرَهُ قَد اِفْتُضِح و الشُّرْطَة اقْتَرَبَتْ مِنْ مُداهمة مَنْزِلَة و يَنْزِل بِهُدوء كى لَا تحدُث الْفَضِيحَة و لَا يَجِدُ الْعَسْكَرِىّ ثُمَّ يَجِدُ مُرقص قَادِم إلَيْهِ وَ يُوَبِّخَهُ بِسَبَبِ فِعْلِهِ ثُمَّ يَقُولُ لَهُ أَنَّهُ قَامَ بِدَفْعِ الْمَبْلَغِ النَّاقِصِ مِنْ العُهدة دُونَ أَنْ تَدْرِى إدارَة الشَّرِكَة و أَن الْعَسْكَرِىّ الَّذِى كَانَ يَسْأَلُ عَنْهُ لِأَنَّه يُرِيدُ أَنْ يَعْرِفَ لِماذا تَمّ اسْتِخْدَامٌ مُكبر الصَّوْت دُونَ إذْنٍ فَقام مُرْقَص بالتّدخُل لكى لَا يَحْدُث مَكْروهٌ لحسين فى لَيْلَةٍ زِفَاف ابْنَتَه و هوَ ما تَسَبَّبَ فى تَأَثَّر الْجُمْهورِ لتَدّخُل مُرقص و إنْقَاذ زَمِيلَه فى الْوَقْت المُناسب .. لِرُوحِه الرَّحْمَة و عَلَيْها السَّلَامُ .