وَ أَكْتُبُنِي..
وَ أَكْتُبني مَتْنًا
فِي بَرْدِيَّةِ الوجودِ
وَ أُطعمُنِي زَادًا مُعَلَّى
لِأَلسِنةِ الجُنون
وَ أَرْسُمُني أُفْقًا
يُطاولُ في شموخِ الفجر
نَزَقَ الجِبالْ
جَذْلَى على ضفافِ البوْحِ
يستفز إزميلُ الحروفِ فَأْفَأَتِي
وَ يَصرِفُني ضجيجُ الصمتِ
عَنْ حَسَرِ اهْتِدَائِي
إلى سِحْرِ الضَّلَالْ
أَهِيمُ فِي صحراء القوافي
و أحملُ مَاءَ الذاكرة
عَلى مَطِيَّةِ النسيانِ
لأَرْوِي شَجرةَ التأويل
مِنْ عَطَشِ الخَيَالْ
يُرَتِّلُنِي الحِبْرُ القديمُ
رُؤًى في مخاض جديد
و يَكنِسُ رمادَ الأمسِ
فَيُسَعِّرُ انْطِفاءَ المعنى
بِقَلَقِ السؤالْ
تَحتشِدُ الحروفُ عجْلى
على أعتاب نصٍّ أَرَّقَهُ الانتظارُ
وَ تُلْقِي بِفَيْئِهَا على أبوابٍ صَدِئَة
فَتَتَرَاجَعُ خوفَ اشتباكِها
مَذْعُورةً
و تَلْعَنُ في وقاحةِ الطفلِ
خَرَسَ الظِّلَالْ
حنين شوقي