النقد اﻷدبي بين أكثر من إشكالية وتهذيب جاد..
#منصور_الأصبحي
ربما يوجد في فن الأدب -كٓوٓجْه لبيانية تهذيب سيكولوجيّة- مجال لم يدرسه حتى النقد بصور تخصّصه بزمكانيّته وأعم حالاته التجديدية كتفاعلية ديناميّة حيّة ليروي ما يفعل ذاك الأديب لا ما يحس به وهذا أمر يلزم أي ناقد التعمّق بالأدب كمشروع أديب أولاً بعيداً عن استاتيكيّة الأمر الواقع اعتماداً على ما سبق من إحاطات.
حتى يتعرّف الأديب على شركائه بوسطه الأدبي من النّقاد مثلاً، يفترض أن يتعرّفوا هم عليه -أولاً- كظاهرة تعارفبة لإنتاجية متنوّعه تنطلق بأعماق “أبستمولوجية” من ذات معرفته التّكامليّة إلى تأهيلها كجزء من متطلب لعصريّة مواكبة لاعتبارات الواقعية اللاّ ثابتة كمتغيّر هو ممكنٌ لتعايشه ذهنياً مع المعلوماتية الأدبية التي انتقلت بالأدب من تقليديّة الكم المضمون كمتوفّر لأقصى مدىً لاحترافية الكيف كما لتنوع إنتاجه وحتى التعاطي معه وفق رؤية حديثة تقاربت بمسافاتها إبداعيّاً وبمساحاتها تخزينياً بفضل التطوّر التكنولوجي المتسارع.
ههنا تحديداً يتمايز الكتّاب أدبياً بعمليّة التّأهيل العبقري للفكرة كعامل للجاذبية والتشويق والتحفيز ولتبسيطية الصورة لتقديمها للقارئ بوسائل خلاّقة، هذا يضع فاصلاً تقنياً مهْنيّاً بين هذين الفريقين فالكاتب التقليدي عادةً لا يعرف قرّاءه عكس الكاتب الحقيقي والذي هو من يصنع النص وجمهوره لا من يصنعه النص كموجّٓه بحالة مزاج بحسب تراجيديا اللّحظة القلميّة، وتلعب مختلف عوامل التقنيّة الحديثة بالبحث الاستقصائي “المعلوماتي” دوراً جوهرياً في تقديم الصورة الأدبيّة اللاّ مهزوزة القسمات، في المقابل كيفية عرضها وتقديمها وغيره من مساعِدات التدريب والتأهيل هذه تنطلق من قناعاته الأدبية كأديب أولاً ومن مثقفٍ مهاريّ لا تقليديّ أصلاً.