كانت أكذوبته الأولى …… بقلم // جابرية محمد ليلى // سورية

كانت أكذوبته الأولى أنه هنا،
في كلِّ وعكةٍ، وفي كلِّ نائبةٍ
في كلِّ انعطافٍ، وفي كلِّ دمعةٍ.
كان كاذباً لا أراه إلا وهماً يلاحقني،
يعانقُ خطواتِي، ويُقبل ما فِي الطرقاتِ لأجل لمسي.

اعتدت تلك الذكريات، كعادةِ التَّصفيق بالأعراس،
والنحيبِ في العزاء، والرسوبِ في الاختبارات.

أحاصرُ نفسي به، وأكتبُ من ملامحهِ نصوصاً لاذعةً تبكي، تكي الجلدَ، وتوشمه بعلامةٍ فارقةٍ تدعَى ندبة.
أحبسُ ردودهُ اللئيمةَ في أيسرِي لتقف كخثرةٍ وقحة تحتل الأبهر خاصتي.
وخاصرةَ الأيَّام تتقيحُ على عنقِي فلم تعدْ تنزلقُ مِن يدي.

كذبَ الدرويشِي عندما ألقى:
على هذه الأرض ما يستحق الحياة؛
فتردد إبريل يعني تكرار الكذب، ورائحة الخبز باتت مخلوطة برائحةِ دمٍ عفنٍ، تكلل بالوقوفٍ لساعاتٍ في طابور، وتعويذة النساء تعني الهوس، وبداية الحب خذلان آخر؛
فلا الأرض تستحق النجاة، ولا الحياة يليق بها السعي.

نحى القلبُ بأكومٍ من الحقدِ، وبدأ يحكي لك أنني عالقة عند تلك الدقائق والبحات.

فلا الكذب أنقذي، ولا الأعراس أنستني، ولا الدرويش عزَّاني.

🖤

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.