الغدرُ من شيمِ الخبيثِ الجانِي *** الغدرُ مطْبوعٌ بكلِّ جبانِ
والغادرون الخائنون لشعبهم *** باءُوا بثوبِ العارِ والخذلانِ
فهُمُ البغاةُ الجاهلون بدينهم *** وهُمُ الخوارجُ صِبْيَةُ الشيطانِ
وهُمُ الأراذلُ فكرةً أوَ مسْلكًا *** وهُمُ الأباعدُ في الضّلالِ العانِي
زعموا بأنّ الكلَّ أصْبحَ كافرًا *** وبأنّهم أهلُ الهدى الرّبّانِي
وبأنّهم أهلُ النّجاةِ وغيرُهم *** في قعْرِ هاوِيَةٍ منَ النّيرانِ
يا تابعًا أهواءَهم وغباءَهم *** خدعوك في زورٍ وفي بطلانِ
أفتوْكَ أنّ القتلَ أفضلُ شِرْعَةٍ *** للفوزِ بالجنّاتِ والرّضوانِ
وحشَوا دماغَك فتنةً وجهالةً *** دفعوك للتّفجيرِ والعدوانِ
ولهوا بأنفسهم ، مشايخُ فتنةٍ *** بشراءِ جاريةٍ مع الغلمانِ
لو كنتَ ذا وجهٍ جميلٍ أمردًا *** بخلوا بدفعك في الحميمِ الآنِ
لكنّ وجهَكَ مثلُ قلبِكَ مظلمًا *** بالغشّ والتّدليس والطّغيانِ
فكأنّما عبسُ الوجوهِ سجيّةٌ *** قد صُمِّمَتْ لمشايخ القطرانِ
لو كنتَ ذا عقلٍ وصاحبَ فكرةٍ *** ما حطّموكَ بزائفِ البهتانِ
قد غاب عقلُك في زخارف زيفهم *** فوقعت في الإثمِ البغيضِ الفاني
وذبحتَ في شَرَهٍ نفوسًا أصلُها *** من صنعةِ اللهِ الرّحيمِ الحانِي
وسفكتَ في جهلٍ دماءً دينُها *** حبُّ الرسولِ وطاعةُ الرحمنِ
تلك الدّماءُ بريئةٌ ما ذنبُها ؟ *** ما ذنبُ طفلٍ حاملِ الصلبانِ ؟
طفلٌ بريءٌ تابعٌ آباءَهُ *** أَوَليس طفلُكَ حاملَ الفرقانِ ؟
أوَليسَ طفلكُ في المساجد عابدًا *** ما ذنبُ طفلٍ في الكنائس ثانِ ؟
ما ذنبُهُ الغصنُ البريءُ ؟ وما جنتْ *** يومًا عليك براءةُ الأغصانِ !
ما ذنبُ راهبةٍ تمارسُ دينَها *** أوَليس دينُك خاتمَ الأديانِ ؟
ما ذنبُ حارسةٍ تؤدي واجبًا *** يقضي عليها الغدرُ منْ خوّانِ ؟
ما ذنبُ نفسٍ ما تزالُ بريئةً *** يأتي عليها الموتُ كالطّوفانِ ؟
ما ذنبُ ناسٍ روّعَتْ بمصابهم *** فأصابهم سيلٌ منَ الأحزانِ ؟
أوَمَا علمتَ بأنّهم ودماءَهم *** نارٌ عليك بساحةِ الدّيّانِ ؟
هل ينفعونك عند ذاك مشايخٌ *** بالكفر قد حكموا على الوِلْدانِ ؟
سترى فرارًا منهُمُ ولجاجةً *** بعضٌ لبعضٍ قام بالنكرانِ
ما أنت إلاّ حاقدٌ ومعاندٌ *** شوَّهْتَ هذا الدّينَ بالأضغانِ
وسعيتَ في حُمْقً تُمَزّقُ وِحْدَةً *** في أرضِ مصرَ منارةِ الإحسانِ
هيهاتَ يا غِرًّا تنالُ بأمنها *** فاللهُ أمّنها بذا القرآنِ
يا قاتلَ الأملِ البريءِ سفاهةً *** يا كارهًا للخير في الأوطانِ
يا قاتلَ الحلمِ الجميلِ نذالةً *** يا مُزْهقًا للروحِ والوجدانِ
يا جاهلاً بالدين وهْوَ سماحةٌ *** يا مُبْغضًا للنورِ والبرهانِ
يا ظالمًا ظلماتُ قلبِكَ جيفةٌ *** ظهرتْ على الوجهِ القبيحِ الشّانِ
يا حاقدًا تبغي الهلاكَ لموْطنٍ *** هو قلعةٌ للدّينِ والإيمانِ
وطنٌ يواجهُ شعبُهُ في وِحْدَةٍ *** حربًا ضروسًا ثابتَ الأركانِ
رَدّ العواصفَ والقواصمَ شامخًا *** قهرَ الزّلازلَ راسخَ البنيانِ
سحق الأعادي والجحافلَ صدّها *** فتشتَّتُوا في التيهِ كالجرذانِ
هو للعروبةِ حصنُها وملاذُها *** هو للدّيانةِ ظاهرُ العنوانِ
يا ذابحًا للشمسِ في إشراقها *** ستعيشُ في همًّ وفي خسرانِ
غضبٌ عليك من الإلهِ ولعنةٌ *** يا غادرًا بالدّين والإنسانِ
سيظلُّ ذكرُكَ بالخرابِ وبالأذى *** ستظلُّ ملعونًا مدى الأزمانِ
كلُّ الخلائقِ تستجيرُ بربّها *** من غدرِ أحمقَ عاشَ كالحيوانِ
لم يستجبْ لوصيّةٍ من أحمدًا *** ألغى العقولَ وعاش كالعميانِ
قد قالها خيرُ البريةِ أحمدٌ *** في مصرَ للأقباطِ والرّهبانِ
رحمٌ وعهدٌ في الكتابِ وذمّةٌ *** أوفوا العهودَ بصادقِ العرفانِ