في كل مرّة تغيب عن ساحة حضوره، تقرّر ألا تكون تلك الشغوفة، الحاضرة في كلماته وبحور شعره.
ككلّ مرة تنام وهي على أمل حلم أن تلقاه، على وسادة الصمت تُثرثر نبضاتها، تحكي قصص الزمن المُحلّق في فضاء الأخيلة، هي التي أحكم قبضة وجودها بكلمة أحبّك؛ وراحت السنين تصحرّ ربيع العمر وتبعثر زهوره، شهية كتفاحة في آخر غُصن من شجرة الحياة، كم من حجر رميت هناك فسقطت جذبًا و عشقًا وهي المُتمسكّة بآخر ورقة.
حديثها السرّي وأنامل كانت تتلمّس ورقة بيضاء، كم حاولت أن تنقش عليها كلمة
لو .. ولكن هي لا تريد فتح ذاك الصندوق الهارب من رقابة الأيام، كان جميلًا.
وبرقة شاعرة تمسح عنه غُبار الانتظار و تهمس لو يأتي، لو!
كم من وقت مر وهي تُحاول جاهدة ألاّ تتواجد كثيرًا في مُجتمعات مَفتوحة؛ أهو الخوف من بروز الأنثى التي تمردّت حتى على اللغة فبارزتها.
عيون مُترقبّة، مُتلصصّة على أهداب انتظارها، بدأت تتنفس رياح الياسمين التي هبّت من شرفة صمتها، وكان غُبار طلع الجاذبية فواحًا من بين كلماتها، لوهلةٍ اعتقدت بأن شيّطان الشِعر قد تلبّسها، عند البدء ثمة شعور بمرارة الحنظل قد عقد لسانها فراحت تَجرُّ الكلمات من بئر سحيقة.
لم تقل يومًا بأنها مُحتاجة لمشاعرٍ مُتناقضة كي تظهر تلك الجاذبية الكامنة في تراكيب صورها، ولم تقل بأنها بحاجة لتلك المرآة العاكسة هي كل ما بخل بها زمنها، عبأت دنان البوح بمعسول اللُغة، وحقائب اللهفة جاهزة للرحيل، فجأة نسيت بأن هناك فخاخًا من عشق قد نصبت لها.
سمية جمعة سورية