لم تأت…
هناك موعد بيننا
لم نتفق على المكان
قلتِ لي:
ضع ذلك العطر الذي
يسهل الوصول إليك
ولكنك لم تأتِ
افترشت الارض تحت شجرة
في حديقة مدينتنا الوحيدة
وكان هناك جريدة
و رواية وعدتك بها
وكوبين من القهوة
بضع سجائر
وزجاجة ماء
وقلب يخفق
كلما لمح انثى تقترب..
صرن كلهن أنت
كل واحدة ترشف من قهوتك رشفة
وتمضي دون أن ألتفت إليهن
ولم تأتِ…
شغلتني الجريدة قليلا
بأسباب الحرب على مدينتي
ونسيت أسباب غيابك لبرهة
قلت:
لعلها الحرب
لعل مرضا ما ألمّ بوالدك الذي لايزال
يغازل أمك رغم رحيلها قبل أعوام كثيرة…
ولم تأت
بدأ المساء يبرد
الجريدة لاتدفئ
رغم الحرائق في أخبارها…
القهوة باردة جدا
والسجائر أفقدت الرطوبة
قدرتي على اشعالها…
هل تذكرين تلك الشرفة
التي سكب أصحابها علينا
سطل الماء…
كم ضحكنا حينها…
سأنتظرك هناك غدا
في ذات الموعد..
وإذا لم آت
لن آتي أبدا…
وشاهدة قبر كتب عليها:
لهذا السبب لم يكن تحت
تلك الشرفة…
