حين ينضب المعين، نلوذ بالذاكرة ….. بقلم // سعيد اكزناي الفريول // المغرب

“حين ينضب المعين، نلوذ بالذاكرة”

في خواء العالم
نجر الكلمات بسواعدنا الكليلة
نذرع الأرض بقلوب مفتوحة
نتخيل وردا سيشرق من حرثنا
وأن الأنقاض داخل الروح ستنهض

في خواء العالم
نتخيل دمعنا مطرا
فنبكي بغزارة طفل لم يجد الدفء
ونحمل صرخاتنا، كما تحمل أم رضيعها الأولَ

في خواء العالم
كلما عَوت الريح
وضعنا قلوبنا سقفا
وكلما تقصفت من البرد أطرافنا
أشعلنا نار أحلامنا

ما زلنا نسير على هدي حمامة قُص جناحها
نبحث عن نبع ماء لم تكدره صفرة تعلو وجها أكله الوقت
ما زلنا نشرب دمعنا ونبتسم
نرتب الحروف حرفا فحرفا
كما يفعل الحرفيون في حارة نُسيت مفاتيحُها

ما زلنا كآخر الجنود في حرب بلا شمس
نرسم شمسنا بأيد مبتورة
نصوب أسلحتنا صوبَنا
علنا حين نخر إلى الأرض تنبت زهرة
علّ طفلا سوف يأتي ليقطفها
وعل بسمة تولد رغم الغيوم الكثيرة

في خواء العالم
قد لا يسمع الأخرون عزفنا الذي قضينا الحياة في تعلمه
وقد يفر الآخرون من ملوحة دمعنا
لكننا سنظل نعزف
سنغني للصباح الذي قد يأتي يوما ما
على شكل بسمة في محيا طفل صغير

في خواء العالم
ما زلنا نسير على هدي حمامة قُصَّ جناحها..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.