الكاتب محمود محمد عمرون يكتب :”الطيبون”

الطيبون

اجتمعوا يتدارسون الأمر، ماذا نفعل غدا؟
“العمدة مات في الحريق” “من يحكم الطيبين”، من يقودهم ويرعاهم، من يبعد الذئب ويرعى القطيع؟!
ترحموا على البطل، الشهيد، الذي رؤاه في اللحظة الأخيرة، مبتسما وسط النار، مسكين يا عمدة، ضيعناك!
يا نار كوني بردا وسلاما!، لكن النار خذلتنا، التهمت العمدة!
العمدة مات، انكسر الشراع، السفينة تتراقص وسط الأمواج، توشك أن تغرق، ارحمنا يا رحيم
مَن يحكمنا يا شيخ متولي؟- أن بقينا بلا قائد ضللنا الطريق، أكلتنا الذئاب، لعب بنا القاصي والداني، وطوى الزمان صفحتنا، من ينقذ الطيبين من المتاهة، يوشك أن يباعون في سوق نخاسة!
ترك العمدة ولدين؟، أحدهما يكون “الخليفة”!
لا والله لن يكون، الأول تاجرا شغلته تجارته والثاني أحمق،
ألا ترونه عند النصب التذكاري؟، يشعل نيران الفتنة
قرأ الفاتحة على روح أبيه! – والصورة؟ لماذا الصورة!،- يعلن عن نفسه!
تدبروا أمركم، أعلنوا في الملأ، ليتقدم كل ذي شأن، من يظن في نفسه القدرة على حل المشكلة
– مشكلة البقرة الضاحكة؟
– لا، بل مشكلة الكرسي!
وبينما هم كذلك، جاء البشير، عطوان رشح نفسه
زعيم المطاريد!!
ويل لكم يا طيبين، أن صارت لعطوان ضعنا، لص يحكم مدينة؟!!، إن لم يسرقها، قام بتسليمها للغرباء!
لا بيعة لعطوان، ارحل ارحل يا عطوان!
ذات مساء، بعد رحيل عطوان، ماذا أنتم فاعلين؟ أليس فيكم رجل رشيد؟
“زكريا هو الحل”… “رضوان معه المفتاح”… “خضرة المبروكة أم الطيبين”!
تفرقوا، وتقاتلوا، حتى سمعو المنادي: يا أهل المدينة، جاء غريب!
غريب؟!! ماذا يريد
“الغرباء دائما يريدون شرا”،
الغرب يتآمر عليكم، لا يكتفى بالمشاهدة!
أعدوا لهم ما استطعتم!
“لكن، خيولنا سرقت”
“مَن سرقها، عطوان أم سعفان؟”
“لكن، خيولنا ماتت مسمومة!”
“ويل لكم، من وضع السم، شعلان أم وهدان؟”
شرف الرجل في فرسه، تعيشون بلا شرف، لم تشعلوا حربا ولم تأخذوا ثأرا
تم استئناسكم، تم ترويضكم!
اقطعوا للشيخ لسانه، يحرضنا به، “شيخ الفتنة”، عقدوا مجلسا، ترأسه الغريب، سألوه: ماذا تقول في الأمر كله؟
“البقرة أمريكية، والأرض أمريكية!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.