دِفءُ العِناقِ وشَهوَةُ الكَلِماتِ
تَنْسابُ من قَلبي إلى
صَلَواتي
ترتيلةُ الشّجَنِ اللذيذِ تُزاورُ الأنغامَ ،تظهرُ في أنينِ
رِئاتي
أنا آيةُ الحزنِ المُطعَّمِ بالأسى
أقبلتُ في زمنٍ بِلا
دَعواتي
قلبي صوامعُ تائبينَ ومُقلَتي
وترُ الفِراقِ وجُذوةُ
الّلفتاتِ
أنا فرصةُ الوعيِ الشّهيّةُ أرتمي
مِن أفْقِ سَفحي نحوَ غارِ
نَجاتي
مُتلبِّساً جسدَ الغيابِ وسيرةَ
المنفَى ولكنّي بلا
مِشكاةِ
ألقى وجوهاً لستُ أذكرُ شكلَها
وأعيشُ في مُدُنٍ بلا
أصواتِ
صخَبٌ وصمتٌ يحرقانِ شوارعاً
كانتْ تعيشُ بنشوةِ
الّلذّاتِ
في أيِّ وجهٍ أرتجي بلدَ الأسى
وأنا الأسى وتَميمَتي
برُفاتي
خمسونَ عاماً تستحيلُ على فمِي
بمرارتي ومعاقلِ
الظُّلُماتِ
أسري إلى عتمٍ بعتمتيَ التي
وُلدَتْ مَعي من قبلِ رُؤيةِ
ذاتي
عِذقي يباسٌ قلبُ نهري ظامئٌ
ماتَتْ نَخيلاتي وماتَ
فُراتي
كَسْبي خساراتٌ عظيمٌ حجمُها
مَنْ سوفَ يجمعُ في الحياةِ شِتاتِي
كلُّ الخناجرِ جرّبَتْ طعناتِها
بخوافقّ ملّتْ منَ
الطّعناتِ
أنا راحلٌ عن مَوطِنٍ ماعُدتُ في
أنحائِهِ أرجو تطولُ
حياتِي .
قاسم العابدي
٤/ كانون أول / ٢٠٢٢