وهذَا المُسَافِرُ في ليلِ عينيْكِ
يكادُ لا يعرفُنِي .. وأكَادُ لا أعرفُهُ
لِعَلّهُ أَنَا حدَّ التقمُّصِ .. أَوْ سِوَايَ حدَّ التَّوحدِ
فأنا هناكَ لم أعدْ المغموسَ بالخيالِ والسّحابِ والخرافاتِ
وأنتِ هُنا لسْتِ المُقَفّاةَ بالأنجمِ والأجراسِ والحكاياتِ ..
لا تقولِي ضاعَ كلُّ شيءٍ مِنَّا
بينَ انبهارِي بصمتِكِ واندلاقِي على ليلِ شَعْرِكِ ..
ولا تقولِي ذبلَتْ مواسمُ الكرزِ على شفتيَّ وامتقعَتْ حمرةُ الخدِّ
قبلَ أنْ تُعْقَدَ مجالسُ الخَمْرِ وقبلَ أنْ تسيلَ نهورُ الشّعرِ
وانتثرنَا ندًى على عزلةِ الغاباتِ
ونُفينا في زمنِ الحصارِ خارجَ النّصِّ ..
كي لا أمتدَّ قوافلَ شكٍّ ضَلَّتْ الطّريقَ
في مساحاتٍ شرّدَتْها رهبةُ الوديانِ ورجمَها بالوهمِ السّرابُ
ولاكَتْها عتمةُ التّائهينَ بينَ أرضٍ وبحرٍ وسماءٍ
عندَ كلِّ اغترابٍ واغترابٍ …
