حوار بين ابن وأمه ….قصيده للشاعر محمد إبراهيم

ورقة ورقة
تتساقط السنين
وانا يا أمي الحبيبة
غصن من أغصانك حزين
كلما عصفت بك الريح العاتية
ارتعد خوفا وأهتززت
ويتساقط أوراقى متألمين
أراك يا مصر الحبيبة شيبا تزدادين
وأخاف أن تهرمين
وفروعك بينهم حرب
وعلي عرشك متصارعين
يتناحرون وكأنهم اعداء
غير مسؤلين
فتقول والبسمة تعلو سمائها
أثبت أنت غصن علي فرع متين
فأنا يا ولدي محروسة من رب العالمين
مهما نشبت بين أفرعى الحرب
وطغي بينهم الظالم وتجبر المتجبرين
سأردعهم لا تخف
فكم نبتت من قبلهم أغصان معوجة
فاستعدلتهم
وكم تهدهد بين أفرعي طفيليات
وتسلقتني الألف الثعابين
ولكني بفضل الله صامدة
وأصلي ثابت وفرعي في السماء
وجزوري منبجرة في الطين
ومازلت يا ولدى صامدة منذ الألف السنين
كم مر علي حرب
وقحط وجذب
وكم تناوشتني عصابات الأرزلين
وكم تعرضت لزلازل وبراكين
ولكني يا ولدي انا الكنانة
انا مهد الحضارة
زرعت من الألف السنين
تملكتني في العهد القديم أحفاد مصريم
وأسر أعظم الفراعين
وتحررت من جهابز الغرب
وانتصرت بين القصرين
دع عنك رثائي ولا تحزن
وتعالي الي حضني لتستكين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.