إنّ علاقةَ المبدعِ مع الجمهورِ علاقةٌ جدليةٌ ؛ لها خصائصُها ومقوِّماتُها الّتي ترتبطُ بنشأةِ المتلقّي وتطوُِّره وسَعةِ ثقافتِه ومدى اهتمامِه برؤى المبدعِ وثقتِه فيه .. ومدى علاقةِ ما يطرحُ المبدعُ بالواقعِ المعيش، ضمنَ قضاياه الإنسانيّة العامة و مجتمعِه وأمّتِه ومكنوناتِ أسراِرِه خاصة ، بنظرتِه الثّاقبةِ،،الصّريحةِ، الواضحةِ، التي تبثُّ الإيمانَ والتّصديقَ في روحِ جمهوره وقرّائِه ( فردًا كان أو جماعةً ).. وتنتشي له النّفسُ دون أنْ تشخِّصَ سرَّ هذه النَّشوةِ .. لِيظلَّ المبدعُ ضميرًا مضيئًا خالقًا .. يجسِّدُ الغموضَ بمحتوىً جميلٍ من البوح ، بصوره الأسطوريّةِ الخلّاقة ولغتِه الفنيّةِ العاليةِ .. ليقتربَ خلفَ مُنعطفاتِ الذّاكرة .. ويَسْتدرجَنا الى عوالمَ جديدةٍ وغريبةٍ ، أو يزرعَ في أحداقِنا واقعًا يختبئُ خلفَ الواقع، بما يضمُّه عقلُه من أبعاَدٍ متمازِجةٍ متماوجةٍ في الوعيِ المُدرَك واللّاوعيِ المُطلَق ..!
آمال القاسم