ريم النقري.. بين الطريد والمطارد .. بقلم الناقد : د.علاء الأديب

ريم النقري..
بين الطريد والمطارد
راي بنص ممهور بالابداع

في خضم ذلك الموج الهادر من الكلمات والصور الشعرية المرسومة بفرشاة أشبه بفرشاة دافنشي العظيم لايمكن لمثلي ان يعبر كل تلك الموجات بسلام وسكينة وهدوء الا بعد معناة كبيرة وشقاء عظيم. وهنا المعاناة والشقاء مختلفان عن معنييهما المعهودين .فهما هنا يمثلان معاناة التامل والتبصر وفك شيفرات الكلام الى ماوراء الكلام .والشقاء هو شقاء الروح التي تحاول ان تدخل جسد الكلمة ودماغ الحرف لتصل الى اعمق اعماق المعنى خلف الصورة.
ولا اكتمكم سرا باني أجد صعوبة بالغة في مطاردة ريم في ربوع نصوصها الفسيحة .
هذه الشاعرة تعتمد في كتاباتها على تداخل غير مسبوق في الصورة ففي كل صورة اكثر من صور وفي كل كلمة اكثر من معنى وفي كل حرف اكثر من صوت.
ارى اني احيانا وبغير ارادة اتشتت حينا واجتمع احيانا لاعود الى التشتت مرة اخرى والتجمع من جديد وهكذا.
لطالما كنت ممن يتابعون اصحاب مايسمى بقصيدة النثر ولقد عرفت الكثير من المبدعين منهم.
لكنني وجدت ان ريم النقري وعلى الرغم من قصر تجربتها الشعرية قد اتخدت لنفسها نهجا مغايرا عن نهج اصحاب هذا اللون من الشعر. وكانها قد مضت بنفسها الى درب تحديث الحديث عن دراية منها او غير دراية.
هذا فضلا عن انها قد التزمت في الكثير من نصوصها قواعد واسس هذا اللون من الشعر واهمهما ما يتوجب من ادب مقارن ومن اختزال .
اتابع حقا وبكل نهم الباحث عن الجدبد القويم .تلك الشاعرة التي اتعبتني في مطاردة الصور في نصوصها حتى وجدتني متفرغا تقريبا لتحليل تلك النصوص وتقييمها على اسس معرفية واكاديمية كناقد وعلى اسس جمالية وفنية كقاريء.
والحق ان تلك النصوص التي اطاردها قد حفزتني للذهاب الى تحليلها تحليلا متكاملا بلائحة نقدية لكل منها نتاول فيها النص مفككا على طاولة التمحيص والنقد لأنني على ثقة من ان تلك النصوص ستاخذ الريادة في تجربة جديدة قد تكون تجربة فريدة من نوعها شكلا ومضمونا.
ومن الله التوفيق لنا ولشاعرتنا القديرة السيدة ريم النقري.

علاء الاديب
28/11/2022
سامسون ..تركيا

النص..
……….
غيّرتُ تفاصيلي
مرهفة حدّ الثّمالة
غيّرتُ توقيتَ عطركَ الفرنسيّ
على ميقات قلبي الغجريّ

فتماثلت للشّفاء ساعتي المجنونة
في حضرة الزّمن المفقود
هُمتَ برغوة البنّ المسكوب بفنجاني

فككتَ ضفائر الحرف برعشة اللمس
تناثر الحرف بكفيّ
قطعاً من سكّر تغوي عرّافة

تنهّد الزّهر الحلزونيّ
كدبيب النّمل
. على سطح المسافة

لم يتبقّ إلا ّ بضع ثوان
ليستحضرك الفجر
وهج وترٍ
ثرثرة العصافير
وجنون النّرجس

يا انتَ يا قافية الشّعر
أخرجني من قارورة الأمنيات
خربشةً وفوضى
شكلّني لوحةً تهذي
ألقي الضوء عليّ نشوة

اجعل المستحيل
كلمات متقاطعة
أرتق نياط الرّتابة القاحلة
بخيط من حرير
غزلته فراشات الرّدهة

دعني أعيش الأسطورة
في زمن إلهيّ النبوءة
اروني بنبيذ عُتّقَ بمعبد عينك

طفلة تتوضأ بعطر القافية
دعني ألبّي نداء الرّياح
أحلّق مع وجع النّايات

دعني الآن وارحل
دقّت ساعة العطر
تخربش
على زغب أنفاسك
ريم النقري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: