نجاح قطر في تنظيم كأس العالم كسر التابوهات والصورة النمطية المشوهة عن عمد للعرب والمسلمين في مسلسل صراع الحضارات وحرص الغرب على تأكيد تفوق الحضارة الأوربية المسيحية على العالم العربي والإسلامي في كل شيء، كما نقل المونديال وبشكل غير مباشر من خلال حسن الضيافة القطرية لأكثر من ملياري شخص من سكان المعمورة مدى انفتاح وسلمية ورقي وأخلاق الإنسان العربي والمسلم، كما أن جدية القطريين في نبذ الشذوذ والشواذ مع إبراز الهوية العربية والاعتزاز بها والتمسك بالقيم والمظاهر الإسلامية وسط مظاهر حضارية معمارية لا تقل عن المجتمعات الغربية كل ذلك يؤكد أن سر قوة واستمرار المجتمعات العربية والإسلامية في منظومة القيم والأخلاق التي تتمسك بها، وأن أهم عوامل انهيار الحضارة الغربية والمجتمعات الأوربية ستكون بسبب غياب منظومة القيم والأخلاق وخراب الأسرة مع دعم الشذوذ وما يخالف الفطرة الطبيعية للإنسان، بالإضافة لكل ذلك فإن نجاحات الفريق المغربي مع حميمية ودفء علاقات اللاعبين بأسرهم وذويهم.. قد أعطى دفعة غير مسبوقة لإمكانية كسر التابوهات أيضا التى حصروا فيها مجتمعاتنا، فمن الممكن أن نتفوق مثلهم بل ونفوقهم ومن الممكن أن نهزهم مهما كانت قوتهم، كل ما في الأمر أننا يجب أن نتحرك من واقع هويتنا وأخلاقتا، وعلاقتنا بديننا وخالقنا فهذا كله هو سر نجاح الفريق المغربي وانتصاراته التى يمكن أن نبني عليها ليس في لعبة الكرة وحدها بل في كل المجالات.. نعم نحن نستطيع إذا عرفنا مواضع قوتنا التى طالما أبعدونا عنها لنظل منسحقين، ومنهزمين دائما..
