الشاعر ابو عزام القاضي يكتب:غُربَةُ البُنِّ

غُربَةُ البنِّ أوهَنَت مِن قِلاعي

مِن سنينٍ تَغَرَّبَت قبل حَتفِك

والبَسَاتينُ بعدها في تباكٍ
والصبابات عَطَّرَتها بِعَرفِك

غُربَةُ البُنِّ قد شجاها يَمَانٌ
أجهَشَت بالبكاءِ من بعد خَوفِك

قُلْ لِأروى تطوي يراعي وحرفي
كفكفي دَمعَةً تَثنَّت بِطَرفِك

واسكبي لوعتي على وقع حُبِّي
والربابات كَفِنِيهَا بِلَحفِك

اجعَلي من رُفَاتِها ذِكرياتٌ
واستضيفي مُطَهَّراً تحت سَقفِك

إن أتى للفطورِ في قصرِ صنعا
اسكبي قهوتي على طهو كّفِك

عاشَ عبدُالوكيلِ في ثوبِ ذُلٍّ
لُقمَةُ العيشِ مالها غير قَطفِك

يَطحَنُ الحبَّ لا يُبَالي بِفَقرٍ
زادهُ الدَّهرُ حِيرَةً بعد ضَعفِك

غِبتَ يا مسعودُ في أرضِ قَفرٍ
والمنايا تظلَلَت تحت كِتفِك

حَامِدٌ في بُكَائه مِن رَحَاهَا
أحرَقَته المنون في يومِ خَطفِك

يا ابن علوان زهرة البُنِّ ثكلى
قد تَهاوى شِتَاؤها مثل صَيفِك

لا بيان ولا جمال القوافي
يتباهى في فنِّه بعد عَزفِك

أنتَ فَخرٌ لكل ذوقٍ رفيعٍ
أيُّ طعمٍ وأي كيفٍ كَكَيفِك

كان للبنِّ منطقٌ يعتليه
ضاع منه في لحظةٍ مثل حَرفِك

قهوتي قد تَزينت كالغواني
كان كأسي مُدَلَّلاً حين رَشفِك

لستُ أنسى لواعجاً بالحنايا
دثِّرِيني وزمِّلِيني بِعَطفِك

أرضُ بِلقيس لم يَعُد لي بقاءٌ
حان وقت الرحيل كَفِّي بِكَفِّك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: