هكذا حضورك تأخر بالمجيء ..مرهق انتظار لا يأتي ….. !
ويّ ….. كأني انتظرتك ألف عام ولم تأتي كمسافرة على الرصيف تنتظر آخر المراكب , بعيون تسبر الآفاق .
كنت أعلم أنك لن تأتي , وانتظرتك بشوق كأنه مطر استوائي لا يفقه معنى التوقف !! .
كان حضورك يشعل الكون في عيني وغيابك يمنحني لونا آخر ,من ألوان الرسم السحري التي تصقل الكون و الحرف ليكون ناعما كحبة عقيق أخضر نقي
والحلم حقلا من الياقوت الأزرق المشاكس
أتعلم ؟! …
في غيابك كان الألم يمتد في جسدي دون أن أعي , كنت أحاول أن أطوع نفسي لأتناسى الألم .. لكن عبثاً يحتلني حتى آخر زقاق في قلبي و آخر موجة في روحي .حتى أعياني وأنا صحيحة الجسد ..
لكنه كان يهبني طاقة إيجابية ’ تجعلني بصورة ما أحملني دائما عبر الفكرة لأعبر خلال تلك اللحظات وأتوه في الجنون وأحلق وأكتب وأرسم وأسافر أزور مدن الكون من خلال عينيك .
كان يجعلني أحيانا أكفر بكل أنواع الشفافية . لأن القلب الشفيف أحيانا كثيرة , أول أذية يتلقاها من شفافيته البالغة العمق , وكنت أكفر أحيانا أخرى , بكل أشكال السعادة لأنها لا تمنحنا لون السعادة التي نريد .أو لأنها كذبة الكون التي يعدنا بها و مقرها في الأعلى
أكذب إذ قلت لا أريدك أن تأتي …!!
لكني حقا لم أعد أريدك أن تأتي !! .
لأنك أحرقت تلك الحظة بعبثيتك المفرطة , ترسم كل الطرق وكل المحطات وكل المدن .. وفي مدينة اللقاء التي انتظرتها .. ذهبت بإتجاه آخر وربما تهت عن اللحظة الفارقة وربما هو خوفك الزائد علي منها
كنت أود لو حضرتَ , حين كان صوت ضحكتي ينبع من أعماقي السحيقة حين كن الصديقات يقلن ما أسعد ضحكتك , تخرج من عشبة القلب
لم يعرفن أنك أنت عشبة القلب وشمس الروح , أكرهها كم تعلقت بك تلك الروح
والكون بدونك غدى صحراء قاحلة وأنا العاشقة لبحور الماء النقاء ..
أتعلم رتبت الكون حولي كما أريد . لكنني لم أجد نفسي حيث أريد
ما زلتُ ذاك الطائر الشفيف , الذي يغدو مع سبح القصيدة . لآخر الكون وحين يريد أن يرتاح يغفو داخل الحلم الأزلي ..
من بعدك لم أعد أستطيع السباحة في الأحلام السعيدة .. حتى ولو حلمت لا أتذكر .
هل رأيت من يمنع ذاكرته من تذكرأحلامه ؟ أنا
أحلم وأحلم وعند غناء الضوء تتبخر الأحلام من رأسي , تتصاعد من رأسي للأعلى , وربما نحوك .. أحيانا أحاول جاهدة أن أمسك بأحلامي عبثا أحاول , يمنعنني ملاك العقل من الداخل , صارت ملكي فقط في المنام وضعت كلمة سر وألقيتها في عينيك السود الغائبة .
الإنسان منظومة رائعة ومعقدة وغريبة يتجلى فيها صنع الله البديع فينا.
حين تلامس عينيك الحروف لا تقل ستأتي , لا تفاجئني بالمجىء كل الاستقبالات الرائعة التي أعددتها , والتي تليق , لا تكفي لغائب خلف الشمس الآن
فقط قلبي هنا وهذا اللهيب الذي لا ينطفأ و طلب غفران ما زال على مكتبي وقلبي المجنون بعشبة حياته بك .. لا يسامح .