أشرف الريس يكتُب عن: ذكرى تولى عباس حلمى الثانى حُكم مصر

فى مِثْلِ هَذا الْيَوْمِ 8 / 1 / 1892م عَبَّاس حلمى الثَّانِى يَتَوَلَّى عَرْش مِصْر الْمَحْروسَة خلفّاً لِوالِدِه ” الخديوى تَوْفِيق ” الَّذِى توفىَ فى الْيَوْمِ السَّابِق لِهَذا التَّارِيخ …
و يُعد عَبَّاس الثانى سابِع مَنْ حَكَمَ مِصْرَ مِنْ الْأَسِرَّة الْعُلْوِيَّة ” أَسرَة مُحَمَّدٍ عَلَى باشا ” و آخَر خديوى لِمِصْر و السُّودان و يُذكر أن حاوَلَ انتِهاج سِياسَة إِصْلاَحِيَّة إضافة للتّقرُب إلَى الْمِصْرِيِّين علاوة على مُقاومة الاحْتِلاَل البريطانى ما جَعَلَ الإنجليز يتّنهزوا فُرْصَة بَوادِر نَشُوب الْحَرْبِ العَالَمِيَّةِ الْأُولَى مُستغِلين وجودَهُ خَارِج مِصْر ليّخلعوه مِن الحُكم و طلبهم مِنْهُ عَدَمُ الْعَوْدَةِ ثُم نصّبوا عَمِّه ” حُسَيْن كامِل ” سُلطانّاً عَلَى مِصْرَ بدلاً مِنْهُ بالتزامُن مع فرضِهم الحِماية عَلَى مِصْرَ و إلغائهم الْخِلَافَة العُثمانية عَلَيْها …
و جديرٌ بِالذِّكْر أَنَّ هَذا الْعَدَّاء بَيْنَ عَبَّاسِ و الإنجليز قَد قُدحّت شرارته بعد عامٍ واحِدٍ مِنْ تَوَلَّى الْأَوَّل مَقالِيد الحُكم و تحديدّاً عَقِبَ إقالَةِ وَزارَة ” مُصطفى فهمى باشا ” ما أَدَّى لِوقوعِ أَزْمَة مَع إِنْجِلْتِرا و هو الْأَمْرِ الذى أدى إلَى زِيادَةِ شعبية عباس أَكْثَر و أَكْثَر أَمَّا القشة الَّتِى قصمَت ظَهْرِ الْبَعِيرِ فَكانَت بَعْدَ أَنْ قَرَّرْت لَجْنَة مَجْلِس شُورَى الْقَوَانِين ” بإيعازٍ مِنْ عَبَّاسِ ” رَفَض زِيادَة الِاعْتِماد المُخصّص لِلْجَيْش البريطانى و تَخْفِيض ضَرائِب الْأَطْيان و تَعْمِيم التَّعْلِيمِ بحيثُ لايُقتصر فَقَطْ عَلَى عِلِّيَّةِ الْقَوْم …
يُذكر أيضّاً أن عَمَدَ الخديوى عَبَّاسٍ إِلَى تّحْسِينِ عِلَاقَتِهِ بالسُلطانِ العُثمانى كى لَا تَتَّفِق الدَّوْلَة العُثمانية مَع إِنْجِلْتِرا ضِدِّه كَما حَدَّثَ مَعَ جَده ” الخديوى إِسْماعِيل ” إضافة لحِرصِهِ عَلَى التَّقَرُّبِ مِنْ الشّعْبِ فَقام بِالْإِفْراج عَنْ بَعْضِ مَسجونى الثَّوْرَة العُرابية و تّعيين بَعْضهمْ فى وَظائِف خارِج الْجَيْش مع أَعادة نياشينَهُم إليهم علاوة عن عَفْيهِ عَنْ ” عَبْدِ اللَّهِ النديم ” خَطِيب الثَّوْرَة العرابية و السَماح لَهُ بمُزاولة نَشاطَه علنّاً .