في نفس هذا اليوم منذ 5 سنوات خرج عمر سليمان، نائب الرئيس المصري الأسبق ليقول جملته الشهيرة التي لم تستغرق سوى 40 ثانية لتبدأ مصر بعدها رحلة فارقة في تاريخها.
ظهر عمر سليمان في تمام الساعة السادسة من مساء يوم الجمعة 11 فبراير 2011 ليتلو بيان تخلي مبارك عن الحكم، وقال فيه “بسم الله الرحمن الرحيم.. أيها لمواطنون، في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد، قرر الرئيس محمد حسني مبارك تخليه عن منصب رئيس الجمهورية، وكلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شؤون البلاد، والله الموفق والمستعان” .
بعدها، انطلقت أسارير الملايين من المصريين فرحة بسقوط النظام، لكن الآن وبعد 5 سنوات من سقوط نظام مبارك ماذا بقي منه في مصر؟
أبناء مبارك وهو اسم لمجموعة من الشباب المحبين للرئيس الأسبق يؤكدون أن إنجازات مبارك مازالت موجودة ويتمتع بها المصريون ولم تسقط رغم محاولة البعض تهميش دوره ونزع أي إنجاز عنه، ومنها المدن الجديدة التي بلغت 24 مدينة، نقلت الكثافة السكانية العالية من القاهرة لأطرافها، وخففت الضغط على العاصمة، ومنها الطرق والكباري التي تم تشييدها في عهد الرئيس الأسبق، ومترو الأنفاق الذي مازال يجري تحت شوارع القاهرة وينقل نحو 4 ملايين راكب يوميا. وهنا يقول حسن الغندور، أحد أفراد مجموعة أبناء مبارك، إن خصوم الرئيس الأسبق أزالوا اسمه من على المحطة الرئيسية بالمترو، وأطلقوا عليها اسم الشهداء، ولكن أنصف القضاء المصري مبارك، وقضى بإعادة اسمه على المحطة من جديد.
أنصار مبارك سيقيمون اليوم الخميس وقفة أمام مستشفى المعادي العسكري الذي تواجد فيه الرئيس الأسبق لإحياء الذكرى الخامسة لتنحيه عن الحكم. وقال الغندور إنه سيتم بث فيلم تسجيلي عبر شاشات مكبرة عن تاريخ مبارك وأسباب تخليه عن الحكم، واصفا 11 فبراير باليوم الأسود، مضيفا أن مبارك ترك الحكم حقنا للدماء وحفاظا على أرواح شعبه.
رموز نظام مبارك عادوا للساحة من جديد رغم مرور 5 سنوات على رحيله، فقد اكتسح نواب حزبه الانتخابات البرلمانية الأخيرة، ووصل منهم لمجلس النواب ما يقرب من 240 عضوا، كما تولى عدد كبير من رموز نظامه مناصب كبيرة، مثل إبراهيم محلب عضو لجنة السياسات بالحزب الوطني الذي تولى منصب رئيس الوزراء، وسبقه عصام شرف وزير النقل في عهد مبارك الذي تولى منصب رئيس الوزراء، إضافة لعدد من الوزراء في عهد مبارك الذين تولوا مناصب وزارية بعد رحيله، مثل هشام زعزوع وزير السياحة، وأحمد زكي بدر وزير التعليم، وعادل لبيب وزير التنمية المحلية، وسامح شكري وزير الخارجية، ووزير الإسكان مصطفى مدبولي، وأحمد دروش الذي تولى رئاسة منطقة إقليم قناة السويس.
رموز نظام مبارك من رجال الأعمال مازالوا موجودين في الساحة، مثل أحمد بهجب ومحمد أبو العينين وحسن راتب ونجيب ساويرس وسليمان عامر حتى أحمد عز أمين التنظيم السابق بالحزب الوطني خرج من السجن وعاد لتشغيل مصانعه التي لم تتوقف طيلة حبسه، وترشح للانتخابات البرلمانية الأخيرة واستبعد بحكم قضائي.
البقية الأخرى من رموز ورجال عهد مبارك الذين لهم قضايا مع الدولة تقدموا بطلبات للتصالح ورد الأموال التي حصلوا عليها، ومنهم من حصل على البراءة، مثل أنس الفقي وزير الإعلام الأسبق، فيما ما زالت القضايا الخاصة بيوسف والي وزكريا عزمي وصفوت الشريف مستمرة، بينما عرض الملياردير حسين سالم الهارب لإسبانيا على جهاز الكسب غير المشروع التنازل عن 75% من ثروته التي تقارب ملياري دولار داخل مصر وخارجها.
على الجانب الآخر، قال عاصم الدسوقي، أستاذ التاريخ لـ”العربية.نت” إن نظام مبارك بقي كما هو، وما حدث أن مبارك هو الذي سقط فقط ولم يسقط نظامه، مؤكدا أن سياساته الاقتصادية والاجتماعية وحتى طبيعة علاقات مصر بالخارج في عهده ظلت كما هي ولم تتغير.
وأضاف أن رموز مبارك عادوا للحكم والسلطة، ومنهم من حصل على البراءة في موقعة الجمل وكافة القضايا الأخرى الخاصة بقتل المتظاهرين والكسب غير المشروع، وتصالحوا مع الحكومة في قضايا فساد مالي، والحصول على أراض بدون وجه حق، مختتما أنه اليوم وبعد 5 سنوات من تنحيه أستطيع القول وبكل جزم ويقين سقط مبارك ولكن بقي نظامه.