صامتون
الوقت ليس في يده الكثير
غير الفازة التي تخنق الورد
النافذة الرمادية التي يلعقها الشعاع
فتلذعه مرارة الكآبة
أوراق دفترك الأزرق ، مخمولة ،
هل أرهقتها الكتابة ؟
هل دونتي إسمي في الصفحة الأولي؟
هل رسمتي قلبي معلق بزيل سحابة ؟
أم تركته على الهامش ؟
ينتظر وصول قطار منتصف الليل
وحيدا على الرصيف
ليعود مثلي كما جاء
فارع اليدين والعينين
خائر كالخريف .
هل تذكرين ؟
هذه البنت التي عبثت بطرف الكوفية
واسدلت على الماضي ذاك الستار
هذه المنقوشة في عيني حورية
والمجدولة كاللبلاب بين زراعيا
المسافرة بين الليل والقيثار
هل تذكرين ؟
النسيان نعمة ، لا شك !
لكن قلبي المعلق على الوجع
ظل مشطور بين خوفين
خوفي أن يذوب الوقت
وخوفي من الإنتظار ،
صامتون ،
والوقت ليس في يده الكثير
غير أن يأتي القطار .