كم يلزمك من الوقت , لتكتبني حروفاً ماطرة
على موج بحرك الهادر ؟
لم يبق في ذاكرتي
سوى اشتهاءاتٍ بالمسافات كافرة
تسري بأضواءٍ تناثر وهجها
فغدت فِتْنةً تجوب البلاد بحثاً عنك
تتساءل كيف تبدأ حواراً
مع من لديه حزن كبير ؟
قلت , أيها الكئيب الحزين
لا فائدة من الاحتجاج
هذه الليلة موعدنا …
سآتي إليك قبل مطلع الفجر
حين يختال فيّ الشوق
لتنام يا حبيبي في عينيّ
وتدع العطر يعانق فيك النبض
فكم من العمر مضى وأنت في الروح تسافر
ولم تصل بعد إلى مرحلة تحديد موعد طارئ !
وذواتنا المتهاوية شِعراً تنتظر الغيث .!
ما عدت أحتمل نزق تلميح
ولا مُواجهةَ الأخْطارِ في ساعَةٍ مُبَكِّرةٍ
من اختفاءٍ مفاجىء يربكني
ربما لا أعجبك كثيراً !!
أو أنك أجريت لي محاكمة في عقلك
وأصدرت علي حكماً بالتقصير
أم أنك تنتظر اختفاء شبح حبٍ قديم
يتململ وراء نارٍ تشتعل في داخلك !
مد أصابعك المتلهِّفة , التي أنهكها البرد
إلى خصلات شَعرٍ يحيط بها رعبٌ غامضٌ
قبل أن تأخذك الحرب في يوم أسود
كما سلبت أولئك الذين نحبهم
وما لا يمكنك أن تتخيله
أشعر بظلك يمشي فوق أهدابي
التي يجللها الضباب
تاركاً خلفه ما فقدته أنت ,
بعد أن ابتلعك الصمت
حين نذرت لك ما في قلبي
وقلت لك , هل تقبل أن تكون مجنوني الوحيد
تنحدر الكلمات نحو اللاشيء
ولا تعبر عما أشعر وأرغب
فماذا أفعل بنفسي
حين يتعرى طيفك في أحلامي
ولا يعود شيء يشبهني .؟