~•¤ لقطة ومن أول القهر ¤•~ الشاعرة ☆ إلهام عرابى _ مصر ☆

لقطة ومن أوّل القهر
ــــــــــــــــــــــــــــ
على سطح الحياة ،
أريكة طاعنة في الغربة
قبالة
غرفة وحيدة.
الغرفة
تتبعها دورة مياه
لا ترى الماء
إلّا من صنبور يجترّ ماضيه
المتخم بالانسكابات
ونظافة بلاط فقد سيرته الأولى
وتطلّ على شارع…
الشّارع
محدود الرؤية
في هيئة مزرية
ضجّ من جنباته
من ثرثرة البالوعات
يحرسه عمود إنارة ضرير،
قطّ أسود يضرم عيونه
في حطب الخوف،
قوارض تتحرّش بعريش الأسقف
الفقيرة
وتغتصب معونة الزّمن القارس،
حمار يرفس نهيق صورته في الاناء،
كلب أجرب دائم النباح
كلّما مرّت سيّارة أمامه
تُذكّرُه بتلك التي أفقدتهُ ساقيه…
هناك، أيضا، نساء ينفثن ضجيج احتياجهن
ويغزلن بخيوط رخيصة
معيشة موازية تنقصها معجزة
وأطفال يرتفعون مع طائراتهم الورقيّة كي لا تتعلّق بأقدام أوقاتهم أحجار الهاوية
يرتفعون مثل بالوناتهم التي تفرغ ضحكها
كلّما ملؤوها بالأماني…
شارع يتسكّع في وطن مطاطئ الرأس؛
وطن سقط وجهه الأعزل
على درج التنازلات
وغول الدّائنين
ينتظره
أسفل البناية
وزلزال القمع لا يتوانى
عن الخسف بكبريائه!
أزقة…
أزقة تمرّ من الأبواب الخلفيّة
تَلْزَمُ الظلّ حتّى يعبر موكب النّهار
فلا يجب أن يدرك أهلها أبناء السجّادة الحمراء
فكم من أزقّة و أسطح وغرف وشوارع
كهاته
لبيوت
يأمّها واقع ركعت خلفه في صلاة غيابك أيها الضمير؟.
Elham Oraby