نور الهدي زكي تكتب :أستبشرت خيرا وانا افتح عيني

أستبشرت خيرا وانا افتح عيني لا أجد الصديقة العزيزة آمنة زوجة الصديق كمال ابو عيطة تنشر اغنية عبد الحليم حافظ التي كتبها الابنودي بوحي من عبد الناصر احلف بسماها وبترابها ..احلف بدروبها وابوابها ………..ماتغيب الشمس العربية .

وجاء الوحي للابنودي عندما قالها ناصر بعد الهزيمة ان الشمس العربية لن تغيب عن دمشق .. وقالها الابنودي قبل الانتصار في ٧٣.

وجاءت البشري امس استردت نقابة الحريات شيئا من عافيتها التي كانت فيها قبلة يطوف حولها كل مظلوم ويلجأ إليها كل مضطهد .

سنوات تشابكت فيها المهنة بالوطن والرأي بالوعي والوعي بالقرار .

سنوات كانت فيها قاعات النقابة وسلمها معبرا للحرية ورفضا للخوف والمهانة واسترجاعا للمخطوفين والمسجونين وصبرا جميلا لانفراجة آتية .

واستحكمت علينا سنوات الشدة في البيت والشدة في الوطن فصارت الواجهة كفنا واسياخ حديد وصار صناع الرأي خائفين ومحبطين ..سنوات وخلت القاعات من زوارها وصحفيها وناشطيها فحل الصمت والمهانة والتباس البديهات مابين الدور النقابي والانتماء الوطني والرأي والتطبيع مع العدو . ومابين البيع والانجاز واختلت الاولويات في البيت والوطن .

سنوات بدأت منذ اقتحام النقابة والقبض علي الصحفيين وتواصلت بالإهانة والذل والخوف من الكلمة ومن الزنزانة ومن الجوع ومن ضياع البيت والمصنع و الآثر ومن كسرة النفس بالبطالة مرة وبالمعتقل مرة وبمرض النفس قبل الجسد .

سنوات كان السائرون بالقرب من بيت الصحفيين تصطدم أعينهم بكيان قبيح مؤذي يذكرك بالموت بعد ان نزعت منه الحياة .

ثم استرددنا بالأمس شيئا من العافية ..شيئا من الضمير واحترام الذات ..شيئا من الكرامة التي سكنت فينا من البدايات .

اقول شيئا لان ثورتنا المغدور بها . وايامنا الكالحة علمتني الا افرح بلا حذر ..اقول شيئا لان فرحة يناير ويونيو سحبت رصيدا كنا ندخره للمستقبل فكانت الفرحة المغدورة بالبيع والفقد والسجن وضياع المعني والقيمة

استبشرت بالأمس..واستبشرت بااحلف بسماها وبترابها ..ماتغيب الشمس العربية عن دمشق وعن القاهرة و عن الإنسان الذي انتصر في ٧٣ .

فهل ننتصر ؟