كتب :خالد عاشور
من الشجاعة النقدية أن اعترف ان الحلقة الأولى من مسلسل ضرب نار تفوق فيها عدة عوامل اولها وقبل كل شئ مراجع اللهجة الصعيدية وخاصة اللهجة السوهاجية التي أرى انها في افضل حالاتها من حيث اللكنة والنطق وتقارب مخارج الحروف وطريقة النطق للهجة اهل سوهاج… شكرا مراجع اللهجة “حسن القناوي وحسن المناعي” في مسلسل ضرب نار لأنهما استطاعا ان يجعلا من اللهجة تقترب من الحقيقة.. ثم ياتي شكر آخر لمصمم الملابس الذي حول الأحداث والأشخاص الى واقع يحاكي الحقيقة وشخصيات من لحم ودم لا تزييف فيها.. اضف الى ما سبق مدير التصوير الذي جعل الحواري والشوارع سواء في الصعيد او بشبرا وروض الفرض محاكاة حقيقية تتنفس واقعية مع مهندس ديكور لم يختلف عنهم.
الحلقة الأولى حتى الدقيقة 32 ومشهد هروب جابر من مطارديه من عائلة الديب للاسف مشهد “fake” ومبالغ فيه.. مش معقول كل دي ناس بتجري ورا فرد واحد بكل كمية الرشاشات والأسلحة دي ويهرب منهم وخاصة انه في زاوية ومرمى الكل.. مبالغة للاسف حولت المشهد بجملته الى مشهد هزلي.
أما عن التمثيل فاعترف ان “أحمد العوضي” تفوق في الحلقة الأولى بامتياز وطبيعية على “ياسمين عبد العزيز” .. ليس أحمد العوضي فقط من تفوق علىياسمين عبد العزيز.. كل من وقف في مشهد أمامها تفوق عليها بالضربة القاضية لما اره منها من تمثيل مفتعل يعتمد على العين والحاجب والحركة والجسد دون التعايش مع الشخصية نفسيا أو اي اجتهاد لدراسة ابعادها النفسية التي تقوم بها “مهرة”.. الأكثر تفوقا في الحلقة الأولى الفنانة “مها نصار” بجانب احمد العوضي والفنان ضياء عبد الخالق وتامر والقدير حسن العدل ونبيل وحمود غريب وزينة منصور.. وللاسف ارى تناص في شخصيتها في الحلقة الأولى وفي مشاهدها مع “تحية كاريوكا” وشخصية “شفعات” من فيلم “شباب امرأة”.. أما الأسوأ في الحلقة الأولى بجانب ياسمين عبد العزيز فهو الممثل “أحمد الرافعي في طريقة تمثيله ونطقه للهجة الصعيدية.. صدقني يا استاذ احمد الرافعي السوهاجية مش بيقولوا “غزندرية” على مدينة اسكندرية.. معلومة .. اغلب سكان اسكندرية من سوهاج يا فنان… فممكن يقولوها “سكندرية” لكن “غزندرية” دي جديدة.. الا اذا كنت متأثر حضرتك بـكرتون “غرانديزار”… ثم يأتي سوء و”كروتة” في مستوى الجرافيكس الواضح في السوء والواضح في عدم دقته وحرفية صانعه.
من البرومو الأول قلت ان المسلسل به تناص كبير بينه وبين فيلم الهروب لأستاذنا والمبدع الراحل “عاطف الطيب” وارى بعد الحلقة الأولى ان التناص واضح لا انكار فيه.. البطل “جابر” من سوهاج.. منتصر بطل الهروب من سوهاج.. منتصر يعشق الصقور.. جابر يعشق الصقور.. “جابر يهرب من الثأر.. منتصر يهرب لتنفيذ الثأر في من غدر به.. تناص واضح لا جدال فيه.. حتى في شخصية الأم “سهير المرشدي” بها تناص كبير في الأداء وبين شخصية “زوزو نبيل” وشخصية الخالة سكينة والدة منتصر حتى في مشاهد القسم مع اعجابي بالممثل الذي قام بدور ضابط القسم لاجادته اللهجة الصعيدية… ولكن شتان بين القديرة “هالة صدقي” في دور “صباح” و”ياسمين عبد العزيز” في دور “مهرة”… فرق كبير.
ضرب نار الحلقة الأولى مرت بحسناتها وسيئاتها.. لننتظر الحلقات القادمة ربما يكون خير.. دون انتكاسة… ولكن ليس عندي أمل في ياسمين عبد العزيز اذا استمرت على هكذا مستوى يعتمد على الافورة والتمثيل.




