حامد أبو سر جامد… سره_الباتع .

كتب :خال عاشور
يوسف ادريس رغم شهرته ككاتب قصة قصيرة لم يؤخذ من اعماله الأدبية سواء كانت رواية او قصة قصيرة الا خمسة اعمال تقريبا هي “الحرام والنداهة وقاع المدينة ولا وقت للحب وحادثة شرف” اللي اخد منها المخرج خالد يوسف قصة “سره الباتع”.. افضل هذه الأعمال التي حولت الى عمل سينمائي من وجهة نظري المتواضعة هي فيلم “الحرام” للمخرج العظيم “هنري بركات” وبطولة فاتن حمامة وعبد الله غيث وزكي رستم.. وباقي اعماله التي حولت الى السينما كانت فاشلة بكل اسف وعلى الأخص “النداهة” رغم روعة النص الأدبي… نستثني منهم افلام قصيرة مثل “بيت من لحم” و”لي لي” فهما فيلمان رائعان عن جد.
خالد يوسف بدأ المعالجة والسرد الـ “Narration” للسيناريو بطريقة موجة الـ “Sin Wave”>> فمرة يأخد جزءاً من مقدمة القصة ويرجع ياخد من منتصفها ويرجع ثانية لأولها ثم يعود مر اخرى الى منتطفها وقرب نهايتها.. حتى في تتر ما قبل المقدمة (Avant-titre) بدأ من الماضي ورجع مع بداية الحلقة لطريقة السرد الغير خطي والغير منتظم وهي معالجة بها شئ من عدم التوفيق.
أولا الحلقة الأولى ضعيفة فنيا من حيث التصوير والأخراج وحركات كاميرا سريعة في بعض الكادرات وخاصة مع المجاميع وعدم قدرته على السيطرة عليها.. الأسوأ هو حالة قفز اسرع للاحداث.. مع تمثيل ضعيف لكل من ظهر في الحلقة الأولى واولهم اختيار البطل الرئيس “حامد أبو سر جامد” حيث اختيار أحمد فهمي لا يليق بالدور.. وحتى ظهور “كريم فهمي” بذات تيمته المعهودة وطريقته التي لم تتغير أبدا عن اي عمل سابق له متبعا نجوم الـ “كوبي بيست” لم يكن موفقاً.. الفنان صلاح عبد الله في دور الجد به استسهال من الفنان صلاح عبد الله وغير مقنع بالمرة من حيث التمثيل ولغة الجسد وتصميم الملابس عند الجميع.. ملابس نظيفة مكوية لامعة لفلاحين من طين مصر… أما عن الممثل “محمود قابيل” فاكثرهم تصنعا يصل حد الكوميديا في الأداء.
هذا هو العمل الدرامي الأول لخالد يوسف أراه عملا لا يستحق كل هذه الضجة التي صنعت من اجله.. والأيام بيننا.. مغازلة السلطة ونفس التيمات كتوجه للدراما المصرية مؤخراً الى مغازلة للمتصوفة في اعمال مختلفة لأنه ببساطة لا خوف منهم.. فرق مدجنة لا خوف منها على اي نظام.. ثم زعيق درامي وحزق مفتعل وكادرات فقيرة لا ترتقي حتى لكادرات سينمائية مع اضاءة غير متزنة ما بين النهار والليل.. الليل الداخلي لا فرق بينه وبين النهار الداخلي ولا المشاهد الخارجية بها اتقان كما المشاهد الداخلية.. حتى الديكور منظم ويلمع واثاث لبيوت فلاحين لا تنطبق مع الواقع المعاش واستنطاق النجوم ما اراده السيناريو المكتوب لخالد يوسف مع التدخل في طريقة التمثيل للجميع كما كان يفعل استاذة يوسف شاهين للاسف .. يوسف شاهين اكبر خدعة في تاريخ الأخراج المصري… وهكذا ينتهج تلميذه نهجه.. سره الباتع عمل يعتمد على مغازلة السلطة وتزوير احداث سنراها في الحلقات القادمة واضافة احداث غير حقيقية مع الاستعانة بما صوره “خالد يوسف” في احداث “30 /6/ 2013 ” .

شاهد أيضاً

الدراما_السورية .. ونفس امراض الدراما العربية من المخدرات والعنف.

كتب :خالد عاشور كل عام فيه تراجع للدراما العربية عموما ومعاناة لنفس الأمراض التي تعاني …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: