أعظمُ ما نلت
في كلّ زاويةٍ و مكانٍ شيء ما يذكرني بكِ، أراكِ في جميع الزقاق و الطرق، بين نجومِ السماءِ أناظركِ، بين الزهور المُبهجةِ ألقاكِ، بين ثنايا سطورِ النصوصِ المفعمة بالهيامِ تتسطرُ حروف اسمكِ، كعادتكِ مُتألقةٌ، مُبهجةٌ و فريدةٌ كما و كأنّه لم يخلق في الكون سواها.
لطالما كنتُ أهابُ خوض معارك الحبّ خوفًا من عواقبها، الا أن التقيتها فجازفت بروحي و ذاتي مُقبلاً على حبّها دون أن استشعر مداركهُ، أقبلتُ نحوها و كأنّها الطمأنينةُ التي أفنيتُ بضعًا فوق عمري بحثًا عنها، كأنها سلامُ فؤادي بعد حينٍ من الضجيجِ و كأنّها الراحةُ بعدَ الكفاحِ الطويلِ في صعابِ الحياةِ.
كانتْ هادئةً للحدِ الذي يشعرني بأنّها ليست منّا، هي ألطفُ و أنقى من أنْ تكونَ من البشرِ، كالملاكِ هي، رقيقةٌ كنسمةِ الهواءِ، خفيفةُ الوطئ كالفراشةِ، تمركزت وسط قلبي بخفةٍ فما أدركتُها الا بعدما وقعتُ في مصيدةِ حبها، و يا لسعادةِ فؤادي بمن أحبّ.
مرّ على صدفة لقائنا و تعارفنا خمسُ سنواتٍ و أربعةُ شهورٍ و ثلاثة أيامٍ و دقائق متفرقة، ذاكَ اليومُ الذي جمعني بها، صدفةٌ خالدةٌ يستحالُ نسيانها، لم أكُن أؤمن بحقيقةِ الصُدف الا أن التقيتكِ و أدركتُ عظمةَ الصدف و قدرتها على تغيير حياة أحدهم بلحظةٍ.
جئتِ بي فرتبتِ الفوضى داخلي، جئتِ بي فأشعرتني بالسلامِ بعدَ الحربِ، جئتِ بي فحولتِ خريفي ربيعًا و بمجيئكِ سطعتْ الشمسُ في أرجاءِ جسدي معلنةً عهدًا جديدًا خاليًا من السوداويةِ و الفوضى، جئتِ بي معلنةً عهدًا جديدًا انتِ سيدتهُ، انتِ أساسُهُ و كيانهُ.
لطالما تساءلتُ ماذا فعلتُ من الخير لأُجزى بكِ؟ ماذا فعلتُ لأرزقَ بملاكٍ يمرّ بي فيهزّ كياني و يعيد ترتيبي و كأنّ عمري ابتدأ من جديدٍ.
هنيئًا لي بكِ يا هديةَ القدر، و يا حُسنَ حظّي، هنيئًا لي بقربكِ و يا ليتني التقيتكِ من قبل، ليتني التقيتكِ منذُ أن رأتْ عينيّ النور و مُنايَ أن أقضي عمري الآتي برفقتكِ و أن يمدّ الله بأعمارنا لأحظى بأكبرِ قدرٍ منكِ، و أعدكِ بأنّي سأبقى مُندهشًا بكِ يا صدفتي الأعظم كأول يومٍ عرفتكِ، كما صادفتكِ حينها بذاتِ السعادةِ و اللهفة، أعدّك بأنّ حبي لكِ سيظلُ مرافقًا لنا طيلةَ العمرِ الذي سنحياهُ، يا أعظم ما حظيتُ بهِ.
آلاء عبد الجبار كايد