(داوية الإسلام) لقب أطلقه المؤرخين المسلمين على المماليك كنوع من التحدي لداوية الصليبيين ، والداوية هم فرق من فرق الصليبيين كانت أشد تعصب على المسلمين فتلاً وتنكيلاً وليس أدل من ذلك مافعله “صلاح الدين” بعد معركة (حطين) عندما أسر زعيم الداويه في حطين فقطع راسه مع المجرم “أرناط” .
فيقول “إبن كثير” : إذا كان للفرنج عسكر الداوية فقد أصبح للإسلام داوية الاسلام (يقصد المماليك).
فالمماليك هم الذين أبادوا داوية الفرنج وأزالوهم من بلاد الشام ، وانتزعوا منهم كل حصونهم المنيعة في الشام ، وعاملوهم بنفس القوه والشراسة والقسوة التي كانوا يُعاملون بها المسلمين.
و المماليك هم أكثر سيوف التاريخ الإسلامي لمعاناً ، أمراء الجهاد ، قاهري التتار ، و آسري الملوك ، و فاتحى الحصون ، و حكام مصر والشام والعراق والجزيرة العربية وديار بكر والهند.
والمماليك سلالة الجند ذات أصول غالبيّة تنحدر من آسيا الصُّغرى ، وشبه جزيرة القَرم ، وتركستان ، وبعض الدول الأوروبيّة ، كان يؤتى بهم أطفال صغاراً و يباعوا في سوق العبيد ، وهم في غالبيتهم من غير المسلمين ، لكن لم يكن التعامل معهم كعبيد ، بل كان السلاطين المسلمين يعاملُونهم بدرجة تُقارِب معاملته لأبناء السلاطين ، و كان يختار لهم أجود أنواع التعليم في العالم آنذاك و أحسن الفقهاء المسلمين ؛ ولذلك كان المماليك يُحبون الدين الإسلامي ويُعظِّمونه فهم يمتلكون خلفيّة واسعة عن الإسلام وتشريعاته وفِقْهه ، وممّا لا شك فيه أنه كان يتمّ تدريب المماليك في فترة الشباب على القتال ، والفروسيّة ، بالإضافة إلى تدريبهم على التخطيط الحربي والقيادة.
ولنا مع المؤرخ “المقريزي” كبف كان تربيه هذا الفارس الذي سوف يدافع عن الاسلام والمسلمين فيقول :
(أول المراحل في حياة الملوك تعلم العربية قراءة وكتابة ثم يتعلم القران علي يد شيخ جليل ومبادى الفقة الاسلامي واداب الشريعه الاسلامية ويراقب الملوك مراقبة شديدة ويعاقب عقابا شديداً اذا اتي فعلا خارجاً عن اداب التعاليم الاسلامية) .
ثم حكمت المماليك (مصر) على مدى قرنين ونصف من الزمان ، وأسسوا بمصر دولتيين على التوالي (المماليك البحرية) أو الترك و (المماليك البرجية) أو الشركس ، وكانت العاصمه هي (القاهرة).
وكان أبرز سلاطين دوله المماليك البحرية صاحب الدعوة المستجابة “قطز” رحمه الله قاهر التتار ، و “الظاهر بيبرس” هازم الصليبيين ، والسلطان “المنصور قلاون” ، والاشرف “صلاح الدين خليل بن قلاون” صاحب اكبر الفتوح في عهده (عكا) آخر معاقل الصليبيين في المشرق الاسلامي ، ثم تلتها دولة المماليك الشركسية وكان العنصر الشركسي هو الغالب ، و أول ملوكها هو السلطان “برقوق” الذي صد حملة “تيمور لنك” وأستعاد ما أحتله التتار من بلاد الشام والعراق ومنها (بغداد) ، وبلغ أقصي إتساع بدوله المماليك المصريه ، ومن أبرز السلاطين السلطان “برقوق” وابنه “فرج واينال” والاشرف “سيف الدين برساي” الذى فتح (قبرص) .
