أشرف الريس يكتُب عن: ذكرى ميلاد محمد الكحلاوى

هو ‘‘ شّيخُ المَدَّاحين ‘‘ و ‘‘ مَدَّاحُ الرَّسُول ‘‘ و ‘‘ رائِدُ الأغْنِيّة الدِّينِيَّة ‘‘ المُمّثِل و المُنْشِد الْكَبِير و الْقَدِير ( مُحَمَّد مُرسى عَبْد اللَّطِيف ) الشَّهِير بِمُحَمَّد الكحلاوى ذلك الفنّان صاحِبُ الْمَلْحَمّة النَّبَوِيَّةِ كَما كانَ يُحب أَن يُنادى بذلِك فبرغم أَنَّ جَمِيعَ مُطربين و مُطربات الْعالِم الْعَرَبِىّ أَبْدَعوا فى الْغِناء الدينى لَكِن يَظّلَ مُحَمَّد الكَحلاوى مُنفرِدّاً دونَ غَيْرِهِ فى هَذا النَّوْعِ مِنْ الغناء بعدما سَلَكَ طَرِيقَ الْعِبادَةِ و الزُهد و سَخّرَ الْفَنّ لِيَكُون طَرِيق دَعْوَة و حَضَّ عَلَى الْفَضِيلَةِ عَلاوه أَنَّه الفَنّان صاحِب القُدرات المُتّعدِدة بَيْن الْغِناء البَدوى و الشَّعْبِى و الدينى فكان لهُ شَرَف الريادة و السَّبْق فى كُلِ أَلْوان الْغِناء الَّتِى اشْتَهَرَ بِها ليَتبَعَهُ بَعْدَ ذلِكَ المُريدون مِن الفَنَّانِين و كَذلِك فى التَّمْثِيل اضافَة لكونّهِ الفَنَّان الَّذِى لَمْ نَجِدْ خلافّاً فنيّاً لَهُ مَعَ زَمِيلٍ أَو زَمِيلَة لَه طِيلَة مُشواره الفنى بِأَكْمَلِه و لَمْ يَتَعَرَّضْ لأى انتقاداتٍ عَلَى المُستَوى الشّخصى مِثْل الْكَثِيرِين مِن فنّانى جيلهِ و هو ما يَكمُنُ فى نَظرتِهِ إلَى نَفْسِهِ طَوالَ الوَقْتِ بِطَرِيقِة بِها ثِقَة بِالنَّفْس و شُموخ مَمْزوجٌ بِدَرَجَة عالِيةً مِنْ الشَّفَّافِيَّة و الصَّراحَة و الْوضوح و الحقُ يُقال أَن الكحلاوى كان فنانّاً كامِلّاً فى بِهائِهِ و مُتّوجّاً بِتاجٍ ثَقِيل تّرصَعَهُ آلاف اللَّآلِئ و فى قلبِ كُلِّ لؤْلؤَة مَشهّد و فِكرة و بيت شِعر و قلب شاعرٍ و روحُ أديبٍ و ليالٍ طوال مِن السَّهرِ و السَّفَرِ و الْقِراءَة و التَّدْرِيب الصَوتى و الحَركى و الروحى حَتَّى وَصَلَ عَلَى عَرَبّة مَلْكِيَّة تجرُّها خُيولٌ عربيّة قُدَّت مِنْ ماءٍ الشِعرِ و الْمَلَاحِم و الْأساطِير فتَعلّقتِ الْأَذان بِصَوْتِه الحامِل إرثّاً هائلّاً مِن فَرائِد رُفَيْع السِحر و الجَمال الَّذِى لاَ يَقْوَى عَلَى مُطارحتِهِ إلَّا ذَوو الْبأْس و ذَوو الْمَوْهِبَة مِن الحَقيقيين الَّذِينَ لَا تدثرهم قُشورُ الزَّيفِ و غُلالاتُ الادّعاء فقليلون جدّاً مِن الفَنَّانِين الَّذِين مُرورّاً عَلَيْنا بِأَصْواتِهِم المُمّيزة يَسْكنون الْقَلْب و لَا يُغادرون و يغَيبون لَكِن تَزُورَنا أطيافهم و نَحْن نائِمُون و قَد يَجْهلون بِأنَّ لَهُمْ فِى عُيونُنا قُصور و رُموشنا لَهُم يّحْرسون و هُم إلَى أعماقِنا أَقْرَبَ مِمَّا يَتَخَيَّلون و كانَ مُحَمَّد الكحلاوى بِالتَّأْكِيد عَلَى رأْسِ هَؤلَاء القليلين الَّذِين تَرَكُوا بَصْمّة غائِرَة فى قُلوبِنا قَبْلَ أَنْ يَتْرُكُوها فى ذاكِرَة الْفَنّ عامَةً و الْإِنْشاد الدينى بِصِفَةٍ خاصَّةٍ .. ولِدَ مُحَمّد الكَحلاوى فِى 1 / 10 / 1912م فى مَرْكَز منيًّا الْقَمْح بمُحافَظّةِ الشَّرْقِيَّة لطيمّاً يَتيمّاً بَعْدَما توفِّيَت والِدَتَه أَثْناء وِلَادَتِه و لَحِقَ بِها والِدِه و هوَ لَا يَزالُ طِفلّاً دون الرّابِعَةِ مِنْ عُمره و يُذكر أن تَرَبَّى فى أسَرَه فَنِيَّة بَعْدَما احتّضَنَهُ خالَهُ الفَنَّان ” مُحَمَّد مُجاهِد الكَحلاوى ” إلَى مَسْكَنِهِ فى الْقاهِرَة بحى الفجّالة و يُذكر أن كان خالِه مُعاصِرّاً للفنّان ” صالِح عَبْد الْحَى ” و كان لمُلازَمَةِ الكَحلاوى لخالِهِ فى حَفلاتِهِ الْأثَر الْكَبِيرِ بتَشّبُعِهِ بِالْحَياة الفَنِّيَّة مُنذ صِغرِهِ علاوة على وراثّةِ الصَوت الْجَمِيل عَنه و الأَداء المُتَمّيز و كَذَلِك لَقَبُه ” الكحلاوى ” حيثُ كان يقْضَى وقْتِه بَيْن الْغِناء و لَعِب كُرَةِ القَدَمِ الَّتِى تَمَيَّز فِيهَا حَتَّى أَصْبَحَ فِى وقتٍ لَاحِق كابْتِن فَرِيق نادَى السِكَّة الْحَدِيد كَما كانَ يُلازم نادَى الزَمالك و نادى التَرسانّة فى كُلِ سَفرياتِهِم ليَعْمَلُ بعدها كومبارس فى فِرْقةِ عُكَّاشّة ليظل على هذا المنوال إلى أن لَعبت الصُدفّةِ لعبتها عِنْدَما تأَخَّر مُطرِب الْفِرْقَة ” زَكى عُكاشة ” فى ذلِكَ الْوَقْتِ ليَطَلُب مُنّظِم الحَفْل مِنْه الْغِناء لتّسليّةِ الجُمهور الَّذِى تَجاوَب مَعَه لِدَرَجَة أفزعته فَهَرَبَ مِنْ الْحَفْلِ ! فيذهب مُنّظِم الحَفل لمَنزِلِهِ و يُقنِعَهُ أنّهِ كان رائعّاً و أمامَهُ مُستّقبَلّاً باهرّاً فى الغناء .. يُذكر كذلك أن سافَر الكَحلاوى بعد ذلك لِلشَّام ما جَعَلَهُ يُتْقِن اللّهجات خاصَّة ” الْبَدَوِيَّة ” و يُغنى بِها وَ بَعْد عَوْدَتِهِ لِمِصْر عَمِل بالاذاعَةِ مُنذ نَشْأتُها عام 1934م و يُذكر أيضّاً انتخابِه فيما بعد نَقيبّاً للموسيقيين عام 1945م لَكِنَّه تَنازل عَنْها للموسيقار مُحَمَّد عَبْد الْوَهَّابِ و بلا شك فإن الكَحلاوى يُعّدُ رائدّاً للأغنيّة الْبَدَوِيَّة بلا مُنافِسٍ حَقيقى و ذلك بَعدما كَوّنَ فى بِدايّة حَياتِهِ ثلاثيّاً جَميلّاً مَع ” بيرم التونسى ” بِالْكِتابّة و ” زَكَرِيَّا أحْمَد ” بِالتَّلْحِين و هو بِالْغِناء و لم يكتَفْ الكَحلاوى بما سَبَقَ بل اتَجَهَ للتّمثيل و كَانَ أَوَّلَ أفلامه مِنْ إِنْتاجِ ” أَوْلَاد لِامه ” بُِطولِه كُوكا و سِراج مُنير الَّذِى تصدّر أفيشاتَهُ رَغِم أَنَّهُ لَمْ يَظْهَرْ سِوَى فى مَشاهدٍ مَعْدودُه ! .. جَديرٌ بالذِكر أَن رفَض الكَحلاوى قَدْ رَفَضَ التّغنى لأى مَخْلوق إِلَّا لِسَيد الْخَلْقِ أجْمَعِينَ مُحَمَّد عَلَيْهِ أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَ السَّلَام فَلَمْ يُغن لِمِلْك و لَا رَئِيسَ مِثْلَما فَعَل كُل المُطربين و قد رَوَت نَجلتَهُ ” عَبْلَةَ ” عَنْ واقِعَة رَفْضِهِ الْغِناء لِلزَّعِيم جَمال عَبْدِ النَّاصِرِ رَغِم طَلَبِهِ شّخصيّاً ! حيثُ قال أَنَّهُ ( لَن أَمْدَح أَحَدّاً بَعْدَ رَسولِ اللَّهِ ) و ذلك بعدما فَقَد القُدرّة عَلَى الْكَلَامِ لِفَتْرَة رأَى خلالها شّخصّاً فى مَنامِهِ يوقِظُه و يَقولُ لَهُ ” سَيَعُود صَوْتَك بشَرط ألَا تُغَنى إلَّا لِلرّسُولِ صَلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ” ليسْتّيْقِظ فيَجِدُ صَوْتَهُ قَدِ عادَ ! فنذره لِمَدْح الرَّسُول فَقَطْ وَ لِذلِك رَفَض الْغِناء لناصر برغم حُبِهِ الشَّدِيد لَه .. يُذكر أيضّاً أن كَوّنَ الكحلاوى ثانى شَرِكَة إنْتاج فى الوَطَن الْعَرَبِى و هِى ” شَرِكَة إنْتاج أفْلاَم الْقَبِيلَة ” و ذلك عَقِبَ عَوَّدَتِهِ مِنْ الشَّامِ و مَعَه مَبْلَغ 38 أَلْف جُنَيْه و هُو مَبْلَغُ يُعّدُ ثَرْوَةً طَائِلَةً بِمَقايِيس ذلِكَ الزَّمانِ و قد أرادَ بِها صِناعَة سِينَما بدويّة مُتخصِصّة فِى الأفلام الْعَرَبِيَّة الْبَدَوِيَّة مِثْل ” أحْكام الْعَرَب ” و ” يَوْم فى الْعالِى ” و ” أسِير الْعُيون ” و ” بِنْت الْبادِيّة ” و غَيْرِها و الَّتِى شارَكَ فِيها بِالتَّمْثِيل و اُعْتُبِرّتْ هَذِهِ الأفلام بِدايّة لِعَمَلِيَّة تّمْصير الفِيلْم الْعَرَبِى الَّذِى كانَ يَعْتَمِدُ مِنْ قَبلِ عَلَى النُصوصِ الْأَجْنَبِيَّة المُتّرجَمة ليُقّرِرَ بَعدها الكَحلاوى الِاعْتِكاف للأغانى الدِّينِيَّة فقط التى آلت لمَرْحَلَتِه الْأخِيرَة بِالْغِناء الدينى و مَثَلتْ نَحْو نِصف إنْتاجِهِ الفَنى بتّلحينِ أكْثَرَ مِنْ 600 لَحْن دينى مِن مُجمّلَ إنْتاجِه الَّذِى قارَب عَلَى الـ 1200 لَحْن و يُذكر أن الاُغنية الدينية لَمْ تَكُنْ تُعرف بِمَفْهُومِها الحالى إذ اقْتَصَرْت فى ذَلِكَ الْوَقْتِ عَلَى التواشيح لَكِنَّ الكّحلاوى وَضَعَ أسسها لتُصْبِحْ الأغْنِيَة الدينِيَّة تُغَنَّى بِنَوْتّةِ موسِيقِيَّة و فِرْقَة كامِلَة خاصّة بعدما تَلّوَنَ غِناء الكَحلاوى بَيْن الْإِنْشاد و الغِناء و السِّيَرَ وَ المَلاحم و الأوبريتات و تّقديمه لـ ” سَيْرِه مُحَمَّد ” و ” سَيْرِة السَّيدِ الْمَسِيحِ ” و ” قِصَّة حَياة إِبْراهِيم الْخَلِيل ” .. يُذكر كذلك أن الكحلاوى لَمْ يَكُنْ يؤمِن يومّاً ما بِفِكْرِه الْفَن لِلْفَن بَلْ كانَ يَرَى أنَّ الْفَنَّ لَا بُدَّ و أَن يُساير الأَحْداث و الْمَواقِف الْإِنْسانِيَّة و لِذَلِك حِين بَدأَت حَرْب 48 و هجْرَة الْيَهود و زادت الْمَخاطِر بِفِلَسْطِين كانَ أوَّلَ مَنْ نادَى بِالْوحْدَة و أنْشَد العَدِيدِ مِنَ الأغانى الوَطَنِيَّة باللّهجة الْعَرَبِيَّة الْبَدَوِيَّة مِثْل ” عَلَى الْمَجْدِ هَيَّأ يا رِجَال ” و ” وين يا عَرَب ” و ” خَلَّى السيْف يَجول ” و ” كَرِيم جَواد ” و ” يا أمَّةَ الإسْلامِ ” و غَيْرِها إضافة لمُشاركَتِهِ فى العديدِ مِن الأفلام كَان أبرزها ” بِنْت الْبادِيّة ” و ” كابْتِن مِصْر ” و ” خَليك مَعَ اللَّهِ ” و ” الصَّبْر جَمِيل ” و ” أنا و أَنْت ” و ” مَبْروك عليكى ” و ” أَسِير الْعُيون ” و ” ابْن الْفَلَاح ” و ” أحْكام الْعَرَب ” و ” يَوْم فى الْعالِى ” و ” المُغنى الْمَجْهول ” و ” الذلَّة الْكُبْرَى ” و ” طاقَيْه الْإِخْفاء ” و ” رابِحَة ” و ” جَوْهَرَة و عائِدَة ” و ” بحبح فى بَغْداد ” و ” عَرِيس مِنْ إسْتانبول ” و ” حَياة الظَّلَام ” و ” الْعَزِيمَة ” و ” عَنْتَر أفندى ” و كى لا ننسى فقد قَام الكحلاوى بجولات عَرَبِيَّة شَمَلَت ” سورِيَة ” و ” الْعِراق ” و ” لُبْنان ” و ” فِلَسْطِين ” و ” الْأُرْدن ” و ” تونُس ” و ” الجَزائِر ” و ” الْمَغْرِب ” إضافة لزيارتِهِ لخَمْسِ دولٍ أوروبيّة و هُم ” الْيونان ” و ” إِيطالِيا ” و ” سوِيسْرا ” و ” فَرَنْسا ” و ” إِنْجِلْتِرا ” و برغم كُلُّ ذَلِكَ فلم يَحصُل الكحلاوى على شيئ مِنْ التَّكْرِيمِ يتناسب مُطلقّاً مِنْ وَجْهِهِ نَظَرِ كاتِب هَذِه السُطور مَع إِبْداعِهِ و إضافاتِهِ لِلْفَن حيثُ حَصُلَ على جائِزَةٌ التَّمْثِيل عَن دَوْره فى فِيلْم ” الذلَّة الْكُبْرَى ” و جائِزَة الْمَلِك مُحَمَّد الْخامِس و  وِسام العُلوم و الفُنون مِنْ الطَّبَقَةِ الْأولَى عام 1967 ثُمَّ جائِزَةٌ الدَّوْلَة التَّقْدِيرِيَّة قبل رحيلِهِ بعامٍ واحِد هَذا بِالْإِضافَةِ إلَى العَديد مِن الأوسِمَةِ و النياشين .. جديرٌ بالذِكر أن أدىّ الكَحلاوى فَريضَةَ الحَجِّ 40 مَرَّة مُتواصِلة ! بَعْدَما هَجَر عِمارته المُطِلّة عَلَى النَّيْلِ فى حَى الزمالك الراقى و بَنَى مَسجدّاً يحْمَل اسْمُه وَسَط مَدافِن الْإِمام الشَّافِعِى و شَيَدَ فَوْقَه اسْتِراحَة و سَكَنَها و بَنَى كَذَلِك مَدفنَهُ فِيه ! لتبدأ خَلَواتِه و ظل كذلك حتى تَوَفَّاهُ اللَّهُ فى 5 / 10 / 1982م بَعْدَ حَياةٍ حافِلَة بالفن الَّذِى خَدَم المُجتَمَع و ساهَم فى حُب و تعلُق النَّاس بِالْغِناء الدينى أَكْثَرَ مِنْ تعلُقهم بِالْغِناء العاطفى و لَمْ يَنْدَمْ عَلَى شئٍ سِوَى الْفَتْرَة الَّتِى قَضاها فى عَدَمِ طاعَةِ اللَّهِ و كانَ يُطْلِق عَلَيْها ” جاهِلِيَّة مُحَمَّد الكحلاوى ” ! .. يُذكر أخيرّاً أن تَزَوَّج الكحلاوى بِسّيدِة مِنْ خارِجٍ الْوَسَط الفنى أنْجَبَت له 5 بَنات هُن ( الدَّاعِيَة الْإِسْلَامِيَّة و أُسْتاذِة الْفِقْه فى كُليَّةِ الدِراسات الْإِسْلَامِيَّة و الْعَرَبِيَّة بَنات بِجامِعَة الأزْهَر ” عَبْلَة ” و ” عَلِيًّا ” و ” رَحِمَة ” و ” فاطِمَة ” و ” عَزّة ” بالإضافة لولدٍ واحد و هو ” الفَنَّان أَحْمَد الكحلاوى ” الَّذِى سَلَكَ طَرِيقَ والِدَهُ فى الْإِنْشاد و مّدْحْ الرَّسول و قَدْ ذَكَرْت نجلته عَبْلَة فى إِحْدَى القناوات الفضائيّة عَما يَثأَر عَن تَشّدُّدِهِ فى تَرْبِيَة أَبْنائِه أكدت عبلة بأنْ والِدَها كان رجُلّاً مِصريّاً مُحافِظّاً و مُتّدينّاً و شَديدّاً جِدّاً فى أى حَقٍ مِن حُقوقِ اللَّهِ و كان حَنونّاً لِأقْصَى دَرَجَة و بأن الْأَمْرَ لَمْ يَكُنْ تَشّدُدّاً بِقَدْرِ ما كانَ خَوفّاً و تَقّرُبّاً لِلَّه بعدما كان يَخْشَى عَلَيْنا مِنْ الفِتَنِ و لَم يَقْسوا عَلَيْنا بَلْ كانَ كريمّاً رَحيمّاً بالفُقراءِ و سّباقّاً فى عَمل الْخَيْرِ وَ مُنفَرِدّاً لَا يُنافِسُ أحَد وَ لَا ينافِسَهُ أَحَد فالْكُل أَحْبابِهِ و أَصْدِقَاءه مِنْ الْكَبِيرِ حَتَّى الصَّغِير و كانَ يَقِفُ مَعَهُم فى أَفْراحِهِم و أحزانِهم فَعِنْدَما عاد أنْوَر وجدى مُتوفيّاً مِن الْخارِج وَ مَلفوفّاً بِقَطْعِة شّاش أَعاد الكَحلاوى غُسلَهُ و القيام عَلَى صَلَاتِهِ وَ تّشْيِيعَ جِنازَتِهِ .. رَحِمَ اللَّهُ مُحَمَّد الكحلاوى و تَجاوَزَ عَنْ سَيِّئاتِهِ و أَسْكَنَهُ فَسيحَ جَنَّاتِهِ و ألحّقَهُ بفِردوسِهِ الْأعْلَى .

شاهد أيضاً

أشرف الريس يكتُب عن: ذكرى رحيل خالد صالح

هو ‘‘ الفنّان الرائِع ‘‘  و ‘‘ المُتَمّيزُ المُبدِع ‘‘ و ‘‘ الْمَوْهوبُ المُكافح ‘‘ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: