أشرف الريس يكتُب عن: عيد ميلاد محمد على سليمان

هو ‘‘ الموسِيَقارُ الْكَبِير ‘‘ و ‘‘ الْمَوْهوبُ الْقَدِير ‘‘ و ‘‘ آخر عُنقودُ مُلّحِنى زَمَن الفَن الجَميل ‘‘ ( مُحَمَّد عَلَى سُلّيمان ) ذلِك المُلّحِن فَرِيد الطرازِ الَّذى ظَهَرَت مَوْهِبَتِهُ فى التَّلْحِين مِنْ خِلَالِ عَزفِهِ مُنفردّاً عَلَى آلِهِ الْكُمَّان حَتَّى قَرَّرَ أَنَّ يُصقل تِلْك الْمَوْهِبَة بِالدِّراسَة و الْقِراءَة و التَّزَوُّد بِالْمَعْلُومات الفَنِّيَّة مِنْ صُنَّاعِ الْفَنّ و قَدْ اسْتَعانَ بقُدراتِهِ و آلياتِهِ فى التَّلْحِين لِيَقُوم بِالْغِناء مَع ابْنَتَه الفنانّة ” أنْغام ” فى أَوَّلِ ظُهُورٍ غِنائىٍ لَها و هِى فى التَّاسِعَةَ مِنْ عُمرِها حيثُ ظهرّاً معّاً فى دوِيتو غنائى بِعِنْوَان ( بنتى حَبيبتى ) .. ولد مُحَمّد على سُليمان فى 3 أكْتُوبَر عام 1947م فى حَى القبّارى بمُحافَظّةِ الْأسْكَنْدَرِيَّة و دَرْس بمَدارسها ثُم الْتّحَق بمعهد ” الكونسرفتوار ” للموسيقى و تَخَصَّصَ فى العَزْف عَلَى آلِة الْكَمان و تَخّرج مِنْهُ عام 1966-1967م و يُذكر أن شَقِيقه الأصغر كان المُطرب الفَنَّان الرَّاحِل ‘‘ عِماد عَبْد الْحَلِيمِ ‘‘ الذى وافته المَنِيّة فى ظُروفٍ سيئة و نعود للشَقيق الأكبر الذى بدأت رَحْلِتَهُ الفَنِّيَّة حِينَما عَزَف سولو بِإِتْقانٍ شَدِيد لأغنيّة إسكندرانى و اِسْتَمَعَ إِلَيْهِ أَعْضاء لَجْنّة الِاسْتِماع بإذاعَةِ الْإِسْكَنْدَرِيَّة ” حافَظ عَبْد الْوَهَّابِ ” و ” عَبْدِ الْحَمِيدِ حَمدى ” ليَتِمّ إِصْدار قَرار بزيادة عَدَد أَعْضاءَ الفِرْقَةِ الْموسِيقِيَّة عَلَى أَنَّ يَكُونَ هُوَ مِنْ بَيْنِهِمْ بِصِفَة دَائِمَة ! ليَنطلِقَ بعدها سُليمان فيّتَّجِه للسينما فى مجال تأليف الْموسِيقَى التصويريّة لعددٍ مِن الأفلام مِثْل فِيلْم ” عَنْتَر شايل سَيْفُه ” و ” فُتوَّة النَّاس الغلابة ” و  ” العَربجى ” و ” بِئْر الْخِيانّة ” و ذلك بالإضافة لموسِيقَى المُسّلسَلات التلِيفِزْيونِيَّة مِثْل مُسّلسَل ” الضَّباب ” و مُسّلسَل حِكايّة المليون و مُسّلسَل ” سِر الْأرْض ” للمُخرج أحْمَد بَدْر الدينِ الَّذِى كانَ يُذاع أسبوعيّاً عَقِبَ صَلَاةِ الجُمعّةِ مُباشَرة عَلَى الْقَنَاة الثَّالِثَة و كَذا المُسّلسَلات الإذاعِيَّة التى كان أبرزها مُسّلسَل ” الْقَلْب الكبير ” علاوة على قيامِه بِتّلْحِين الْكَثِيرِ مِنْ الأغانى الْجَمِيلَة للعَديدِ مِن المُطربين فألحانه دومّاً ما كانت تَتَمَيَّز بالعُذوبّة و الْأَصالَة و يُشْعِر مَنْ يَسْتّمِعَ إِلَيْها بالمَقامات الْعَرَبِيَّة الْأَصِيلَة مِثْل لحَنه الشّجى فى أُغْنِيَّة ” يا طَيَّب ” لِابْنَتِه أنْغام الَّتِى لَحْن لَها أجْمَل أغانيها مِثْل ” بِبَساطّة كِده ” و ” إلَّا أَنَّا ” و ” هَوَى المَصايف ” و ” لَإِلَى ” و ” فى الرُكن الْبَعِيد الهادى ” و أغْنِيَّة ” صُدفة بتجمعنا ” كما يُذكر أن لحّنَ لشقيقه عِماد عَبْد الْحَلِيمِ أغانى عَدِيدَةٍ مِنْها أغْنِيَّة ” عَجِيب ” و ” لَيَّه حَظى معاكى يا دُنْيا كِدّه ” و أغْنِيَّة ” يُرِيد اللَّه ” زيادة على تّلحينِهِ أغانى وَطَنِيَّةٌ عَدِيدَة مِثْل أُغْنِيَّة ” مِصْر أولّاً ” و الَّتِى شدى بِها المُطرب محَمَّد الْحلْو و الأغْنِيَة الوَطَنِيَّة الْجَمِيلَة الَّتِى تَقولُ فِيها أَنْغام ” مِصْر يا أَحْلَى اسْم بِنِيَّتِه أوَّلِه حَرْف الْمِيم مِصْر يا أَعْلَى مِنْ اللى بِنِيّتِه بِأضْرُب لَك تَعْظِيم ” .. يُذكر كذلك أن تَزَوَّج سُليمان مِن السَّيِّدَة ” مَجيدة عَبْد الْعَلِيم ” و لَهُ مِنْ الْأبْناءِ 4 ” أَنْغام ” و ” أحْمَد ” و ” غِنْوَة ” و ” خالِد ” و يُذكر أيضّاً أن لَم يُعكر صَفْو حَياتِهِ إلَّا تِلْكَ الْخِلَافَات الَّتِى نَشِبّت بَيْنَه و بَيْن ابْنَتَه الفنانّة أنْغام بَعْدَما أَرادَتْ الْخُروجَ مِنْ عباءتِهِ و الِاسْتِقْلَال بحَياتها الفَنِّيَّة خاصَّةً بَعْدَ النَّجاح الَّذِى حَقَّقْتهُ فى الْألْحان الَّتِى قَدَّمَها لَها حيثُ لَمْ يَرق هَذا الْفِكْر لِلْأب الموسِيَقار بَلْ اُعْتُبِرَ ابْنَتَه قَد تنكّرت لكُل جُهودِهِ لتَصِلَ الْأمورِ إلَى وَسائِلَ الإعْلاَمِ المَقروءة و المّسموعَة الَّتِى عمِلت عَلَى تأْجِيج الْمَشاكِل بينهُما خاصة بعد أن صَرَّحَ سُليمان فى أَحَدٌ حوارتِهِ الصَحفيّة بِأَن ” ابْنَتَه ناكرة لِلْجَمِيل و أَنَّها نَسِيت أَوْ تناست الماضى يَومّ أَنْ كرّسْتُ كُلّ امكانياتى كَى أصْنَع مِنْها نَجْمَة مَشْهورَة ” و تابِع ” كُنْت أَتَوَقَّع مِنْها أَنَّ تَنْظر لِلْآمِرِ مِنْ مَنْظور الِابْنَة الَّتِى تُحب أَخَواتِها و الَّتِى تَرْغَب فى جَعَلَهُم يَعِيشون حَياة كَرِيمَة و كُنْت أُفّضِل أَنْ تَعْمَلَ مِعًى حَتَّى تَوَفَّر نَفَقات الْعِلَاج لشَقيقها المُعاق الَّتِى تُكّلفَنى الْكَثِير ” و قَدْ زادَ مِنْ حِدّة الْخِلَاف و بُلوغِه ذُروَته زَواجَها مِن مُهّندس الصَّوْت ” مَجدى عارِف ” و هوَ ما كانَ يَرفُضّهُ سُليمان رَفضّاً قاطِعّاً و هو ما أَدَّى لنُشوبِ قَطيعّة أَسَرِيَّة و فَنِيَّة أيضّاً بينهُما دامَت لسَنواتِ طَوِيلَة و بَعْد سَنَواتٍ مِنَ الصَّمْتِ ذكرت أَنْغام فى تَصْرِيحٌ لَها ” أَبِى أَرادَ كَسْرَ أنْفَى ” ! و بَرَرّت تعاونها مَع مُلحنين و شُعَراء جَدَّد نِكايَة فِيه ! أَمَّا مازاد مِنْ الْأَمْرِ سُوء مِمَّا هوَ عَلَيْهِ هُوَ ظُهور أنْغام فى برْنامَج ” كُلّ يَوْم ” مَع الإعلامى عَمْرِو أَدِيب و ذلِكَ بِسَبَبِ غِنائِها أُغْنِيَة مِنْ ألْحانِ المُلّحِن جَمال سَلَامَة وَ تحّدُثها عَنْهُ وَ شُكرها لَهُ فى الْوَقْت الَّذِى تجاهلّت فِيه تمامّاً الْحَدِيثِ عَنْ والِدَها ! و لَمْ تَسْتَطِعْ شَقِيقَة أَنْغام الفنانّة الشَّابَّة ” غِنْوَة ” ( التى رحلت مُنذ عدة أعوام عَقِبَ حادث سيّارة ) أَن تّصمُت عَلَى غَضَبٍ والِدَها فَقامَت بِالرَّدِ عَلَى شَقيقتها مِنْ خِلَالِ حِسابها الشّخصى عَلَى إِلْفِيس بوك و قالَت ” أبويا الموسِيَقار مُحَمَّد عَلَى سُلَيْمانَ شَرَف لِيا إِنى بِنْتك و أى حَد يَتَشَرَّف بِحَضْرَتِك و أَى حَد يَتَمَنَّى إنك كُنْت تَبْقَى أَبوه ,, اسْمكَ يا بابا وَ سِيرَتَك شَرَف لِيا و لأخواتى رَبَّنا يخليك لَيِّنا و يديلك طولُة الْعُمْر ” و تابَعَت غِنْوَة ” لَا أَحَدَ يَقْدِر يمْحَى اسْمَ محَمَّد عَلَى سلَيْمَانَ مِنَ تارِيخِ الْمُوسِيقَى الْعَرَبِيَّة و مِنْ غَيْرِك ماكنش هيبقى فِيهِ حاجَة اسْمُها أنْغام و مِش حاتِقدرى يا أنْغام تِلْغى اسْمَ محَمّد عَلَى سَلْيمانَ لِأَنَّه مَوْجود بيكى و مِنْ غَيْرِك يا ناكرة الْجَمِيل يا دون ” ! .. و جديرٌ بالذِكر أن استَمر الخِلاف لفَتْرَة لَيْسّت بالقَصيرَة إلى أن تَمَّ الصُلح بَيْنَهُما عِنْدَما مَرَض سُليمان و تَمّ حُجْزَة فِى المُستّشفى فتَذَهَب إلَيْه أَنْغام مَع أبنائها لتَعَوده ليأتى بعدها حَفْل خِتام فعاليات الدَّوْرَة الْعِشْرِين لمَهرجان الْموسِيقَى الْعَرَبِيَّة و الَّتِى كانَتْ تُحْيِيها الفنانّة أَنْغَام فيَصعد سُليمان إلَى الْمَسْرَحِ و يَقوم بعِناقِها أمام الْجَمِيع ليُسدّل بِذَلِك السِتار عَنْ قِصّةِ الْغُرْبَة و النُكران مِن الِابْنَة لِأبِيها و يَعودان مَرَّةً أُخْرَى يَنْتَظِرُهُما المُستّمِع الْعَرَبِى فى اعمالٍ جَدِيدَة .. يُذكر أخيرّاً أن تَمّ تَكْرِيم سُليمان عام 2018م فى حَفْلِ افْتِتاحِ الدَّوْرَة الـ 66 فى مِهْرَجّان الْمَرْكَز الكاثوليكى للسينما و قَد ذَكَرَ سُليمان أثناء تكريمِهِ أَن فرحَتَهُ لَا تُوصّف بِهَذا التَّكْرِيم مُتوجهّاً بِالشُّكْر لِكُلِ حُضور الحَفْل .. و مازَال الموسِيَقار و الْمُلَحَّن المتألق الْخَبِير بِأصول التَّلْحِين و المُتذّوق للألحان يُمّتِعنا مابين الْحِين و الْآخَر بألحانٍ شَجِيّةٍ و جَمِيلَةٍ بِالرَّغْمِ مِنْ عُزوفِه فى الْفَتْرَة الْأَخِيرَة عَنْ التَّلْحِينِ بِسَبَبِ ظُروفِهِ الصحيَّةِ .. أطَال اللهُ فى عُمر فناننا الْكَبِير و بارك فى صِحَّتِهِ .

شاهد أيضاً

الأميرة وجدان الهاشمي تفتتح في المتحف الوطني معرض جائزة “ابدع”

 افتتحت الأميرة وجدان علي الهاشمي في المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة، معرض الفائزين في مجال …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: