– عاد الخريف
**************
عاد الخريف
عاد
عاد لا يسأل عن عناوين المدينة
فهو قد عاصر كلّ أزقّتها
كلّ أفراحها
كلّ أتراحها
يعرف كلّ العلامات المبهمة
يعرف
يعرف عمق الجرح
من أثر النّزيف
يعرف
يعرف أسماء الثّكالى
كلّ السّاهدين مع أحلامهم
بلا مأوى
بلا رفيق
وبلا رغيف
يعرف
لقد خبّرته الرّيح
عاد الخريف
عاد
ولا رغبة له في مقام شحيح
بل عاد لكنس أوراق الضّجر
من أشجار الصّبر
عسى يولد غد أخضر
فهذا الحاضر
أرق مُرّ
غامض
ومخيف
– حسن ماكني
