بئرُ الخديعة
.
بدأنا نعيدُ حكاياتِنا من جديد
نعيدُ استغاثاتِنا
ونعيدُ ترتيبَ الطريقِ إلى المَجْزَرَة
تذكرتُ سكونَ المساءِ
وأمي المريضةَ
بعضَ التصاويرِ القديمةِ
والأصدقاء
وكنتُ كأغنيةٍ يعيدُ صدَاها المكانُ
فترتدُّ
ترتدُّ
بين جدارينِ من الصمت
توقفني صَفعةٌ
لأرقدَ قربَ الظلال يتيما
يحاولُ أن يستدرّ عطفَ الوجوهِ الملثمةِ
السكاكين
وفُوَّهاتِ السلاح المصوب في الرأس
وكنتُ أرى :
رأيتُ الشوارعَ
والناسَ
والدكاكينَ
رأيتُ صغارا
تُرَعْرِهُم الحربُ
كالبنادقِ
وتزيّتهم
كي يكونوا صالحينَ لمِلءِ الفراغ
رأيتُ الحكايةَ
مثل الطريقِ الذي سلكناهُ
عَبْرَ البيوتِ القديمةِ
مثل عيونِ الصغارِ
وثرثراتِ النساءِ
ومثل السكاكينِ التي تبرقُ الانَ
كعينيّ نمرٍ جريءْ
ونحن نحاولُ أن نسرقَ لحظةً من جسدِ المستحيلِ
نرمي بأرواحنا عَنْوَةً في السكوتِ
ونسقطُ
حالمينَ
بموتٍ بطيءْ
لنسمعَ صوتَ ناي بعيدٍ
وضجيجَ آلهةٍ في المكان
ونركضُ
كم ركضنا
كصحراء نركضُ الآن نحنُ
نعاينُ من ثقبِ مخاوفِنا
بئرَ الخديعةِ
فنعيدُ تكرارَ أغنية هادئة من جديد
وننظرُ في عيونِ الفراغِ
نرى
حجمَ هذا الرحيل الكبير
ونمضي