رانيا الجوري تكتب …..الضفدعه الموظفة والأسم فلسطين!

كان باستطاعتي الذهاب إلى بريد البلدة القديمة حيث الموظفين هناك من أبناء جلدتي ..لكني تعمدت فرع البلدة الجديد حتى أتلذذ بردة فعل الموظف لحظة سماعه ما سأطلب منه

وبلهجتي التي يصعب تمييزيها عن الأصلية قلت
_(شالوم!) مرحبا” من فضلك معالمة عبر ويسترن يونيون
_بكل سرور إلى أين
_رام الله من فضلك
لا بد وأن الكرسي الذي تجلس عليه الموظفة قد ارتفعت درجة حرارته إلى فوق طبيعية حتى قفزت من مكانها وارتطمت به من جديد أخذت تبحث عن نفسها بين الأوراق والقلم وبمحاولة فاشلة منها لتمالك نفسها نبحت لتلفت نظر المنتظرين دورهم
_رام الله! رام الله هنا معاملة (نقدي الآن ) تفي بالغرض
حان وقت الضربة الصاعقة الآن عرفت ذلك حين زفت لها شفتاي الواثقتين معلومة خرجت وكأنها العلم بألوانه يرفرف ربوع البريد بأكمله
والله لست بدارية كيف تكلمت وشفتاي ممطوطتين من الحكنك للحكنك حين قلت
_رام الله ليست هنا أي ليست تحت سلطتكم رام الله في فلسطين
شعرت حينها الموظفة وجميع الحضور معنى الاغتصاب
تصببت عرقا” وأخذت تلهث أمامي كعاهرة تصطنع الآه عمدا” لتبتلعها الدهشة الى أمعائها فتشتر روحها وتتقيأئها مرة أخرى أمامي بسؤال أتفه منها
_فلسطين؟ وهل تعتقدين بأن فلسطين ستظهر هنا في الحاسوب بين الدول وهي غير موجودة أساسا”
لولا الزجاج الفاصل بيننا وزجاج أعصابي لنهشت وجهها
_افحصي
_كيف تكتب بالانكليزيه؟ f فلسطين ! طرقت أزرار الحاسوب وبحركة تشي بالانتصار رفعت يديها لا يوجد ألم أقل لك
_فلسطين palestine
كان الحشد الذي نسي من أجل ماذا أتى ينتظر بفارغ الأرق وبدت معاملتي وكأنها حرب تحرير شعرت وكأن عين ثالثة نبتت لي من الخلف وأخذت تصور لي ذهول الحاضرين قطعتها الموظفة المصدومة بدهشة أكبر منها حين قالت
_آه نعم يوجد
_حولي هذا المبلغ للرقم والمعلومات التي أمامك
لن تنسى تلك القحبة القبيحة ملامحي ودهشتها طيلة حياتها
خرجت واثقة شامخة والسنة الكلاب تتدلى لخطواتي التي ترقص كفرس أصيل على وقع طبول قلوبهم
بوم بوم تاك
فلسطين فخامة الأسم…نعم هي ذاتها الكلمة التي تجول في خاطركم الآن!!!

 
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.