تتناحر كل الأحزاب والأقطاب وأصحاب النفود ومرشحي الوفود والطارقين علي الأبواب في ليبيا اليوم من أجل الجلوس علي كرسي الرئاسة ” مجلس الوزراء ” والظفر بأحدي حقائبه العديدة والركيكة ، مُسخِرةً كل ما أُتيت من إمكانيات مادية ومعنوية ، وتسبقها المالية طبعاً للتسويق والترويج لحزبها ومرشحها .!
فضلاً عن تلك الهالة الإعلامية التي تبدو كـ فرقةٍ موسيقية ( تعزف نشازاً ) لا يروق إلا لمُتابعيها فقط ، وتشترك فيه جوقة الإعلام الخاص ( المستقل ) ، مع إعلام الدولة ( الوطني ) !! في سابقة لم تحدث من قبل في تاريخ البلاد .
ما أردته مما سبق هو التنويه والتنبيه ، إلي أن الفارق جداً كبير بين شرعية الرئيس من جهة ، وشرعية النظام برمته من جهة أُخري .
فهل نجح النظام ( فبراير ) من الأساس في إرساء مفهوم الدولة ولو بالقدر اليسير ، كي ينجح بعده الرئيس المُنتظر ؟!!
وهل سلّم الليبيون مفاتيح تدبير أمورهم وإيجاد الحلول لمشاكلهم الجمة لمبعوث خولته الامم المتحدة لتنصيب رئيس لحكومة البلاد ، كل ما نجح فيه حتي الآن هو التجول في عواصم العالم بأسره بإستثناء عاصمة بلاده ” طرابلس ” ، والإستقبال الرئاسي له ولطاقمه في جل البلدان التي قام بزيارتها ،
وكأني به إرتضي لنفسه أن يكون رئيساً ” لحكومة المنفي ” التي تتخد من فنادق قمرت التونسية مقراً لها .!!
كان من الأجدر بالأمم المتحدة ” كونها إرتضت لنفسها أن تكون وصيةً علي ليبيا والليبيين ” أن تعمل علي إرساء دعائم نظام ثم تنظر في مسألة الرئاسة لهذا النظام إن وُجد .
( ولنا في العراق مثلٌ ودليل يا أهل النفاق ) .!!