وجعي لكلّ المتعبين وسائِدُ
و أديم قلبي للجياع موائدُ
أطوي جراحات الكرى و أمدّها
فرشا ليرتاح الجريح العائدُ
ثقلت موازين القصيدة فجأة
فأنا الطريدة و المدى و الصائدُ
رمت العلا فتقطّعت سُبُلُ المُنى
إن العلا للحالمين مصائدُ
و ظللت أرنو و السّراب يصدّني
بئس المضارب ما لهن فوائدُ
هذا الزمان زمان هم لازمٍ
هذا الزمان لأغنياتي وائدُ
هل لي بركن كي أريح هواجسي
زمنا يسيرًا ثم إني عائدُ
بدْنَا رفيقي و الطريق طويلة
إنا لكل الأمسيات طرائدُ
الزّاد قلّ و لا مياه بدرْبنا
و النّوق أنهكها الهجير السّائدُ
ماذا جنينا من وعود ترابنا
الثمر جمر و الوعود مكائدُ
فإذا ادْلَهَمّ الليل بعد نهارنا
نِمْنَا و شوك الأمنيات قلائدُ
و إذا اشرأبّ الفجر بعد نعاسنا
سِرْنَا و ما بالرّكب شهْم رائدُ
فنضيع،نعْرى و اليباب يضمنا
إذ لا ينير الدرب ضوء حائدُ
“سِيزِيفُ” و الطّود العظيم تصالحا
قد كان يعرف أن جهده بائدُ
قد كان يعرف أن فعله قشّة
و النّصْرُ وَهْمٌ و السّقوط عَوائدُ
طوبى لمن شدّ اللّجام و قادها
إن العظيم لخيْل نفْسِهِ قائدُ