أمى.. حبيبتى.. ٢٤ عاما تمر اليوم دون أن أقبل خدك الجميل و يدك الطاهرة يا أجمل ملاك أرسله لى الله سبحانه وتعالى من يوم ما فتحت عينى لأجدك تملئين حياتى دفئا وحنانا، وأجدنى إبنا لرجل عظيم وهب حياته وروحه ودمه لشعبنا العظيم فى مصر والوطن العربى، لكم أنا محظوظ أن أكون إبن جمال عبد الناصر و تحية كاظم.
هل تعلمين أنكما أصبحتما المعيار الذى يحكم به شعبنا العظيم على مواصفات من سيحكم مصر بعد تحررها من من خانوا عهد ثورة ٢٣ يوليو، عندما قامت ثورتى ٢٥ يناير ٢٠١١ و ٣ يونيو كنت أتمنى أن ترى شعبنا العظيم الذى إحتضنك طوال العشرين عام التى أمضيتيها بعد رحيل الوالد العظيم هو يرفع صورته فى وجه من حاولوا زورا وعدوانا تشويه تاريخه و أعماله العظيمة، وحينما وصل إلى الحكم من حاول إغتياله حينما كنت تسمعى خطابه فى أكتوبر ١٩٥٤ وكنت أنا جنيناً فى بطنك وأكيد سمعت معك صوت رصاصات الغدر التى إستهدفت حياة أعز الناس والتى سحبت معها روحك التى إرتدت لك عندما سمعت صوته الرنان وهو يقول «فليبقى كل فى مكانه» وعندما قال بعد ذلك «إن مات جمال عبدالناصر فكلكم جمال عبد الناصر» ورغم ذلك لم يطمئنك إلى صوته حينما إتصل بك هاتفيا و أنا عارف لم يطمئن قلبك إلا عندما وجدته أمامك ما أنا كنت معك وعمرى ما نسيت أن هؤلاء الخونة كانوا سيحرمونى من أعظم أب وأحن أب وأجمل أب لكن عارفه يا أمى عندما كبرت وإستعدت وثائق ذلك اليوم المشهود إكتشفت إن كل مصر خرجت تطمئن عليه بعينها، وجدت كل إسكندرية خرجت تطمئن عليه وجدت كل الفلاحين البسطاء الشرفاء خرجوا على جانبى قضبان السكة الحديد من الإسكندرية الى القاهرة تطمئن عليه وجدت القاهرة كلها عن بكرة أبيها كانت فى إنتظاره لتطمئن بأعين أبنائها عليه والغريب إن أجد من تبرع و قام بالإعتذار لتلك الجماعة الإرهابية باسم الناصريين!! ونحن وكل ناصرى حق برئ من هذا الإعتذار المشين.
والغريب يا أمى أنه عندما وصلت تلك الجماعة الإرهابية للحكم بعد ٥٨ عاما من تلك المحاولة الفاشلة لإغتيال جمال عبدالناصر بدأت عهدها بالتوعد لعهد جمال عبد الناصر بكلمة مرسى المعزول الشهيرة «الستينات وما أدراك ما الستينات» ولكن كان نفسى تكونى موجودة لترى كيف رد شعبنا العظيم على تلك العبارة التى كلها حقد و غل وكيف عزل شعبنا العظيم هذا النظام الفاشل رافعا صور زوجك حبيبك على الأعناق و كيف استشهد هذا الشعب العظيم بأقوال زوجك الحبيب فى مواجهة تلك الجماعة الفاشلة الحاقدة حين قالت الملايين فى كل مكان «عبدالناصر قالها زمان الإخوان ملهمش أمان» وكيف هزم شعب مصر العظيم وروح جمال عبدالناصر تلك الجماعة الفاشية وحينما استجاب الجيش المصرى بقيادة الفريق أول عبدالفتاح السيسى لإرادة الشعب وعزل هذا الرئيس وجماعته، كيف وضع شعبنا بإحساسه الثورى صورة السيسى بجوار صورة زوجك الحبيب واصفا السيسى بعبدالناصر الجديد واليوم يطالب الشعب السيسى بأن يكون رئيس مصر على طريق عبدالناصر وإنحيازات عبد الناصر وشموخ وكرامة عبدالناصر وإستقلال مصر الوطنى فى عهد عبدالناصر وصورته اليوم فى كل مكان بجوار صورة عبدالناصر، وأنت تعرفين من كانوا مانعين صورة عبدالناصر وقاعدين يطلقوا الأكاذيب على عبدالناصر والذين باعوا البلد للأمريكان أعداء مصر وأعداء عبدالناصر يحاولون بكل بجاحة حشر صورهم معنا لكن هيهات شعبنا خلاص عرف كل واحد على حقيقته عرف من حبيب الغلابة ومن ضحى بحياته لمجد هذا الشعب ومن باع الشعب وأعطى ٩٩٪ من إرادتنا للمستعمر الأمريكى الراعى الرسمى لعدونا الصهيوني، ياه يا أمى افتكرت دموعك عندما شن حملة المباخر فى السبعينات أكبر حملة على جمال عبدالناصر بعد ما تعهد كبيرهم لصديقه الأمريكى أنه سيمحو ذكرى عبدالناصر ومبادئه من ذاكرة الشعب المصرى.
لكن أؤكد إنهم فشلوا فشلا ذريعا بل بالعكس فإن الملايين التى خرجت فى ٣٠ يونيو حاملة صورة عبدالناصر لطرد الإخوان وإنهاء حكمهم أغلبهم لم ير عبدالناصر بل ولد بعد وفاته وحتى الأمريكان أكثر شيء أزعجهم عندما قرر شعبنا العظيم أن يكون المشير السيسى هو عبدالناصر الجديد ففقدت الإدارة الأمريكية توازنها وقررت أنها لن تسمح بميلاد عبد الناصر جديد، فكان رد شعبنا من أنتم، لقد إنتهى زمن التبعية إن النظام الذى أعطاكم ٩٩٪ ولى واليوم مصر إرادتها حرة و جيشها الوطنى المخلص الذى جمال عبد الناصر إبنا بارا له هو من يصون تلك الإرادة و يحميها.
الخلاصة يا أمى يا حببتى رغم ما عانيتيه فى حياتك بعد رحيل حبيبك جمال عبدالناصر فقد أعطى أبى حياته لشعب يستحق ألف حياة، ذلك الشعب الذى حمى حبيبه جمال عبد الناصر من أكبر وأخس عملية اغتيال معنوى يتعرض لها شخص على وجه الأرض وفى الوقت الذى منع فيه السادات أى كلمة إنصاف أو حق تقال فى حقه بالإضافة إلى التشكيك فى ذمته التى شهد لها العدو قبل الصديق مع منع صوره وصوته وخطبة فقد حفظ هذا الشعب الوفى الأصيل سيرة عبدالناصر العطرة فى قلبه وعلمها لأبنائه وأحفاده حتى خرج علينا هذا الجيل الجميل من شباب تمرد يصف نفسه بكل فخر بأنهم أحفاد عبدالناصر وانتصروا لكل مصرى وطنى حر على ذلك التنظيم الإرهابى الذى كان يريد تقسيم مصر وبيعها لأعدائنا.
كونى قريرة العين لقد أصبح جمال عبدالناصر هو المعيار الذى يقاس عليه وطنية وطهارة وأداء أى رئيس وأصبحت أنت ببساطتك وتعففك وإحترام تقاليدنا وعاداتنا المعيار الذى يقاس عليه أداء زوجة أى رئيس.
أنا كلى فخر واعتزاز حتى آخر يوم فى عمرى أن يكون أبى هو جمال عبدالناصر وأمى هى تحية محمد كاظم.
عبد الحكيم جمال عبد الناصر