.. أيقنت …
ان كل آت قريب ولا يبق شيء على حال … وإن التَّصَبُّر أفضل أخلاق الرجال … وإنه إذا تم العقل نقص الكلام .. وإن أَعقَلُ الناس أَعْذَرُهُمْ للناس والعقل صفاء النفس والعاقل من عقل لسانه .. والجاهل إذا سأل ألحف وإن ُسئِل سوّف .. ولاخير في حسن الجسوم وطولها إذا لم يزن طول الجسوم عقول …
.. وأدركتُ …
انه إذا سمعت الرجل يقول في انسان من الخير ما ليس فيه ، فلا يجب ان آمن أن يقول من الشر ما ليس فيّ وكم هو مؤسف ومحزن ان يرى إنسان عيب غيره ويعمى عن العيب الذي هو فيه ! … فقد أساء سمعا فأساء إجابة .. او كما يقال أسد عليَّ وفي الحروب نعامة …! ..
.. وتعلمت …
انه رُبَّ دهر بكيت منه فلما صرت في غيره بكيت عليه ، فأخذت حذري من قولي وصدّقت غيري قبل نفسي ، فالأعمال أَثمار أفعال والأقوال حروف أوراق ..
.. وعلِمتُ …
اني إذا تكلمت بالكلمة ملكتني ، وإذا لم أتكلم بها ملكتها .. فأني على رد ما لم أقل أقدر مني على رد ما قلت .. وخشيت ان يضرب لساني عنقي فعثرة القدم أسلم من عثرة اللسان .. فخير الخلال حفظ اللسان وخير الكلام ما قل ودل ، ورب سكوت أبلغ من كلام ، ورب قول أشد من صول .. ورب كلام يثير الحروب ، ورب كلمة قالت لصاحبها دعني وشأني فقد افسدت المعاني بي !!…
.. وعمِلتُ …
بنصائح من قبلنا .. أن الإنسان في حلاوة اللسان ، وان سرك أسيرك ، وصدرك أوسع لسرك لان صدور الأحرار قبور الأسرار .. وانه لاحذر من قدر فلا تأمن للغدر خيانه .. فأجعل المعروف في اهله لان من يجعل المعروف في غير أهله يكن حمده ذما عليه ويندم ..
وتأكدت … من ان الناس أتباع من غَلبْ ، وانهم على دين ملوكهم .. لكن جولة الباطل ساعة وجولة الحق إلى قيام الساعة ، وان الأيادي قروض والمعارف في أهل النهى ذمم ، فإن لم يكن وفاق ففراق لانه إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه وَصَدَّقَ ما يعتاده من توهم …..
.. وآمنت … بان الزهد في الدنيا يجلب محبة الله ، والزهد فيما عند الناس يجلب محبة الناس وان لكل حي أجل و لكل داء دواء ، فاسْتَفْتِ قلبك وإن أفتاك الناس وأفتوك ..
فسبحان الحي الذي لا يموت الواحد القهار جابر الخواطر علام الغيوب الذي يُغير ولا يتغير …