القريبونَ جداً
يغيبونَ لكنْ – بلمحةِ نبضٍ –
يُطِلّونَ من نجمةِ المستحيلِ المُزَجَّجِ بالإنتظارِ
يَلمّونَ ذاكرةً من شظايا المساء
القريبونَ
في دفترِ الليلِ يَقتسمونَ السطورَ
وفيهم ملامحُ يشتعلُ الوقتُ فيها
فيرتبكُ الثلجُ
لحظةَ ينهمرُ الياسمينُ الدمشقيُّ
فوقَ نوافذِ برلينَ
أغفو
تُحَلِّقُ فوقَ المآذنِ روحي
فـ ( هذي دمشقُ )
تُلَوِّحُ حاراتُها بالصَبِيّاتِ
أبيضُ قُمْصانِهِنَّ يبوحُ اشتعالَ القصائدِ
حينَ يُخَبِّئنَها في الحقائبِ ،
هذي الكنيسةُ تَقْرَعُ أجراسَها للبياضِ
تُصَلّي العصافيرُ في بَرَدى
تستفيقُ على جرفه أغنية
وأصحو
تدورُ الأمانيُّ في صمتِها ،
أُفَتِّشُ في دفتري عن بعيدينَ
لكنَّهم – في الغيابِ – قريبونَ جداً