مَنْ يَشُدُّ أزْرِي وَيُهْدِي وِثَاقِي لِلذِّكْرَى….قصيده للشاعرعبد اللطيف رعري

تَهَاوتْ مِن اللَّوحِ أحرُفٌ

تُسَابِقُ خَوَاءَ الذِّكْريَاتِ
تهافُتاً على صَيدٍ حَرامٍ
تجرُ فضْفَاضَةَ الغَيْمِ الضَريرِ
الَى حَتْفٍ ضَرِيرٍ
تهَاوَتْ رَذَاذاً أبْيَضَ مِن الصَّبَاحِ
تُخفِي ورَائًهَا لَيْلاً يحتَضِرُ
أقْلاَماً بَاهِتةً مِدَادُهَا
واللُّغْرُ يَنْتَشِرُ
ودقائقُ الوقتِ سَيْلٌ
جَارِفٌ مِن العُمرِ
يُخَلِّدُ هُروبَ الأنْوَارِ مِن ثِقْلِ الظَّهِيرَةِ
ويُعرِي شَقَائِقَ النُعْمَانِ مِنْ نُتُفِ الكَبِيرَةِ
وبارُودُ الأْسفَارِ الصَّفْراَءِ بَارِدٌ
يتَلَعْثَمُ حَوْلهَا اللِّسَانُ
وهُنَاكَ خَلْفَ مَطِيَّةِ النِّسْيَانِ وَشْمٌ جَرِيحٌ
وغَايَةُ كُلِ عُقْمٍ طَريحٍ فَشَلٌ صَرِيحٍ
وفُتُورٌ تَحْرِقُهُ تَعَاوِيذُ الرِّيحِ
لِإتْلاَفِ نَظْرةِ العيْنِ
عنْ مُحَيَّا النَّجْمِ العَنِيدِ
فَمَنْ يَشُدُّ أزْرِي بعْد الذِّي جَرَى
ويُهدِي وِثَاقِي للذّكْرى
لِشَكْلِ آيَاتِي تَمَاثُلاً
لِلنَّهْرِ الخَالِدِ قَبْلَ سُكُونِه
للشَّجرةِ الأُمِ قَبْلَ اقْتِلاَعِهَا
لبِدَايَةِ الفَيْضِ مِنْ عَدَمِهِ
مِنْ أَرَقِي أَقْتَفِي فَجْرًا لِلضَّيَاعِ
وَأَرْكُنُ شَتَاتَ المَعَانِي فِي حَسْرَتِي
فَإنْ مَالَتْ الالْوَاحُ عَلَى بَعْضِهَا
مِلْتُ كَمَا انَا عَلَى نَدَمِي
لِألْحَسَ قَلَقَ الحُرُوفِ عَنْ وَجْهِ السّمَاءِ
وأُدَبِّرُ للشُّؤْمِ مَحَلاً
ثُّم أعودُ أوْ لاَ أعُودْ
فَنِهَايَةُ عُمْرِي بِدَايَةٌ لِعُمْرٍ قَادِمٍ
عِلْمًا مِن السَّمَاءِ انَّ قَدَرَ الاعْمَارِ كُلُهَا فِي فَنَاءٍ
تدُورُ علَى َرقْصَةٍ حافيةٍ
فمَنْ يَشُدُّ أزْرِي بعْد الذِّي جَرَى
ويُهدِي وِثَاقِي للذّكْرى
فلَقَد جِئْتُ أُرَمِّمُ النَّظراتِ بِعِطْرِ الاَزَلِ
وَخَبَّئْتُ فِي ثَنَايَا الأَكْفَانِ أعْذَارِي
ورُحْتُ للْعَشِّي أُلْغِي الصَدَفاتِ
وأُرَحِّلُ الرِّيحَ صَوْبَ ثُقْبِ الحَائِطِ
مُجْبِرًا مَوْجَ البَحْرِ عَلَى الصَّمْتِ…..
مَنْ أبَاحَ للرِّيحِ بِفَتِيلِ غَضَبِي وَمَزَّقَ شِرَاعَ الانْسِ
الذِّي يَقُودُنِي؟؟
مَنْ كَبَّلَ وَمْضَ بَشْرَتِي بِالشُحُوبِ
فَسِرْتُ قَارُورَةً تَئِنُ لِخَوَائِهَا الطُيُورُ
فَاشْتَكَى مِنْ تَمَرُّدِي ظِلِّي الهَارِبُ
فَأَقْسَمَ فِي مِحْرَابَ الخَوْفِ ثَلاَثٌ…..
ألاَّ يُرافِقُنِي لِلْابَدٍ
ألاَّ يَحْتَمِي فِي طَلْعَتِي وَأَشْعَارِي بَارِدَةٌ
ألاَّ يُسْعَفَنِي بالرَّقْصِ لَمَّا تَناَلُ مِنِّي سَكْرَتِي
فمَنْ يَشُدُّ أزْرِي بعْد الذِّي جَرَى
ويُهدِي وِثَاقِي للذّكْرى….
حِبَالُ المَوْتِ لاَ أَخَالُ سُمْرَتَهَا بَلْسَماً
فَفِي مِعْصَمِي تَقْرَأُ نَوَايَا الجَلاَدِ الأعْطَابُ
وتَصِيحُ الفَرَاشَاتُ بِأغْنِياَتٍ خلَّتْ مِنْ هَواهَا الأقْطَابُ
وصَارَ يَتْبَعُنِي لَفْعُ الحَرِيقِ حَتَّى تَنْتَهِي الخَدِيعَةِ
وصارَ ظِّلِي دُخَاناً
يَلْعَقُ مِن بَقَايَا العَتْمَةِ أسْرَارَ الِإمْتِثَالِ
لِأُمَرِّرَ كَفِي أبْيَضاً أْرْجُوا اسْتِمَالَةَ الأَقْمَارِ
فيَصْفَحُ الأصِيلُ عَن إكْثِرَاتِ مَوَاوِيلِي……
فَأُهْزِمُ مِنْ جَنَبَاتِي نَظَرَاتٌ تُحْرؤقُنِي
فَكَمْ مَرَّةً أَخْفَيْتُ بَيَاضَ وَجْهِي فِي لَثْمَةٍ
وَكَمْ مَرَّةً كَانَ ظَهْرِي مِرْآةً للضَّجَرِ
وَلاَ أحَدٌ أمَدَّنِي شَمْعَةَ عُمْرِي
وَلاَ أحَدٌ لَفَّ خِدَاعَ الشِعَارَاتِ فِي طَيِّ العَقَبَاتِ
وَلاَ صَبَّ بلَلَ هَفَوَاتِي فِي النَّارِ
فَبِتْتُ وَنجْمَ العِنَادِ نرْشُقُ الَّلوْحَ باْلعِنَادِ
فتَهَاوَتْ مِن اللَّوحِ أحرُفٌ
تُسَابِقُ خَوَاءَ الذِّكْريَاتِ
فَاحْتَرَقَتْ تَعَاوِيذِي بِلَطْمِ الرِّيحِ
فَهَدَانِي فُتُورِي لِأَحْلَى الْأُغْنِياتِ
شَدَّتْ أزْرِي وَهَدَتْ وِثَاقِي للِذِّكْرَى
تُخَلِّدُ هُروبَ الأنْوَارِ مِن ثِقْلِ الظَّهِيرَةِ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.